تولّى الوزير الأول التونسي محمد الغنوشي، مؤقتا، مهام الرئاسة خلفا لزين العابدين بن علي، الذي أشارت مصادر صحفية إلى أنه غادر البلاد مساء أمس، على خلفية احتدام الاحتجاجات الشعبية وفرض حالة الطوارئ من طرف الجيش وقال الغنوشي إن الرئيس التونسي قد فوض سلطاته إليه بصفة وقتية، مؤكدا أنه “سيتولى بداية من أمس الجمعة، أمور الرئاسة” ووعد ب”التحلي بروح المسؤولية لتمكين البلاد من تخطي المرحلة الحرجة، واحترام الدستور والقيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية، مع التشاور مع كل الأطراف الفاعلة من أحزاب وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني”. وذكر التلفزيون التونسي أن الرئيس زين العابدين بن علي كلف الوزير الأول باقتراح تشكيلة حكومة جديدة. وكانت الأحداث في تونس قد تسارعت مساء أمس ودخلت منعرجا أكثر حدّة، بعد تداخل التصريحات والقرارات الصادرة عن جهات مختلفة في البلاد، مع أخبار سقوط عشرات القتلى أمس الجمعة، مما أجبر الرئيس على إعلان إقالة الحكومة وتنظيم انتخابات برلمانية بعد ستة أشهر، إلا أن المظاهرات بقيت مصرة على رحيل بن علي والمطالبة بمحاكمته ومحاكمة أسرته، في الوقت الذي أعلن الجيش غلقه المجال الجوي التونسي وسيطرته على المطار مؤكدا إعلان حالة الطوارئ في تونس. وهي الأحداث التي أشارت إلى قرب الإطاحة بالرئيس التونسي الذي تربع على عرش بلاده لما يقارب 23 سنة.