دفع تفاقم الأوضاع الأمنية في تونسفرنسا للمرة الأولى لانتقاد تعامل السلطات التونسية مع المتظاهرين، كما نددت ألمانيا بكل أشكال العنف ودعت حكومة تونس إلى وقف ما وصفتها بالإجراءات القاسية تجاه المتظاهرين، في حين حذرت الإدارة الأمريكية ودول أوروبية رعاياها من السفر إلى هناك. وأدان رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون الخميس ”استخدام السلطات التونسية للقوة بصورة غير متناسبة ضد المحتجين في البلاد” اتحاد العلماء المسلمين يتضامن مع شعب تونس وفي أقوى انتقاد حتى الآن من فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في تونس، قال فيون ”نصر على أن تظهر كل الأطراف ضبط النفس وأن تختار طريق الحوار.. لا يمكن أن نستمر مع هذا الاستخدام غير المتناسب للقوة”. وأضاف ”نحن قلقون للغاية من هذا الوضع ومن العنف الذي يحدث على مدى الأيام القليلة الماضية”، وتابع أن حكومته تبذل جهودا كبيرة لإقناع السلطات التونسية باتباع سبيل الحوار. وفي ألمانيا وصف وزير الخارجية غيدو فيسترفيله تطورات تونس بأنها مثيرة للقلق العميق، وندد بكل أشكال العنف ولكنه دعا الحكومة التونسية لوقف ما وصفها بالإجراءات القاسية تجاه المتظاهرين، وللمسارعة إلى إطلاق سراح المعتقلين منهم. وأشار إلى أن تقارب تونس مع الاتحاد الأوروبي منوط بالتزامها بقواعد دولة القانون، وقال إن لجنة السياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي ستعقد مجددا جلسة لمناقشة الأوضاع في تونس أمس. وفي واشنطن نصحت الإدارة الأمريكية رعاياها بعدم السفر إلى تونس، وجاء في بيان للخارجية الأمريكية أنها ”تنبه المواطنين الأمريكيين إلى تصاعد الاضطرابات السياسية والاجتماعية في تونس، وتوصي بإرجاء السفر غير الضروري إلى تونس في هذا الوقت”. ومن جهة أخرى أعرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن تعاطفه مع حركة الاحتجاج الجماهيرية في تونس، وطالب الرئيس زين العابدين بن علي بوقف إطلاق النار وإصدار عفو عام والقضاء على الفساد، كما ناشد الجماهير التونسية الالتزام ”بأعلى صور الانضباط في الحفاظ على الأموال والممتلكات العامة والخاصة”، منتقدا الموقف الغربي من تلك الأحداث. ومن جهة أخرى تواصلت الاعتصامات أمام السفارة التونسية بلندن تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية في تونس، واحتجاجا على ما وصفها المعتصمون بجرائم ترتكبها الحكومة بحق التونسيين. وتجمع العشرات من أبناء الجالية التونسية في بريطانيا مساء الخميس أمام سفارة بلادهم رغم رداءة الطقس وهم يرفعون الأعلام التونسية ولافتات التضامن مع انتفاضة الشعب التونسي، كما رفعوا شعارات منددة بالرئيس زين العابدين بن علي وحكومته.