علمت "الفجر" من مصادر تونسية مقربة من حرس الحدود التونسي، أن الخطاب الذي ألقاه العقيد القذافي مؤخرا والذي ساند فيه الرئيس المخلوع بن علي أفرز حالة من التوتر والاحتقان لدى السلطات التونسية وسكان المناطق الحدودية التونسية مع ليبيا، الذين استنكروا خطاب القذافي واعتبروه استفزازيا الأمر الذي أدى إلى حالة توتر بلغت ذروتها أمس، عقب إقدام أشخاص مجهولين، يرجح أنهم من سكان قرية تونسية على إحراق شاحنات ليبية وإتلاف محتوياتها من تجهيزات وبضائع كانت تنقلها باتجاه شمال تونس، وهي الحادثة التي تعد الأولى من نوعها بين البلدين، اللذين لم يعرفا أية أزمات أو توتر في العلاقات منذ اعتلاء زين العابدين سدة الحكم. في سياق متصل، علمت "الفجر" من مصادر تونسية، أن العديد من بارونات التجمع الوطني الدستوري التونسي، الحزب الحاكم في تونس، قد تمكنوا من الفرار واللجوء إلى ليبيا، بترحيب ومساعدة من شرطة وجيش الحدود الليبي، الذي سهل عبور قافلة من السيارات الخاصة التونسية، كان على متنها العديد من بارونات الحزب الحاكم وأفراد من عائلاتهم، محملين بحقائب ثقيلة من الأموال والممتلكات (مجوهرات)، نهبوها خلال حالة الطوارئ من البنوك العمومية التونسية وبعض المحلات الفاخرة للمجوهرات بتونس العاصمة ومناطق أخرى، مثل حلق الوادي، معقل أملاك عائلة بن علي، ونابل. ورجحت ذات المصادر أن يكون بارونات الحزب الحاكم، من رؤساء البلديات والمعتمديات (ولاة)، ممَن عاثوا فسادا وحڤرة في الشعب التونسي، ومن الوجوه التي تخشى انتقام التونسيين منها ومن بطشه، خاصة وأن أغلبهم من إطارات الحزب الحاكم المتوسطة ولا حظ لهم في الطرح في منصب حكومي في ظل العهد الجديد. وتخشى المعارضة التونسية أن تتحول ليبيا إلى ملجإ آمن لبارونات الحزب الحاكم وميليشيات بن علي، التي يمكن أن تنظم عمليات تخريبية لخلط الأوراق في تونس، حتى بعد تشكيل الحكومة وتنظيم الإنتخابات، بالنظر للدعم الذي حظيت به هذه العناصر من القذافي، الذي يملك الآن أوراقا ضاغطة على المسؤولين التونسيين الذين سيشكلون الحكومة المقبلة وحتى على الرئيس الجديد، الذي ستكون له أطراف مناوئة من الحرس القديم لبن علي، على بعد بضعة كيلومترات من قصر قرطاج.