قبل ساعات من انطلاق احتجاجات "جمعة الرحيل" ووسط غموض حول حقيقة الأوضاع في ميدان التحرير، أدلى الرئيس المصري حسني مبارك بتصريحات جديدة أكد خلالها أنه يريد مغادرة منصبه لكنه لا يستطيع في الوقت الراهن بسبب التزاماته تجاه بلاده وشعبه وفي تصريحات أدلى بها مساء الخميس لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية"، أضاف مبارك "فاض بي الكيل وأود الرحيل ولكن أخاف أن تدخل مصر في فوضى، لايهمني ما يقوله الناس عني وإنما أهتم ببلدي". وتابع "الحكومة المصرية غير مسؤولة عما حدث الأربعاء في ميدان التحرير"، متهما جماعة الإخوان المسلمين بالمسؤولية في هذا الصدد. واستطرد مبارك " لن أهرب أبدا وسأموت على تراب البلد، لاأزال أقيم في القصر الرئاسي مع العائلة وتحت حراسة مشددة". وفي تعليقه على الدعوات الأمريكية المتكررة لنقل السلطة في مصر فورا ، قال مبارك :" الرئيس باراك أوباما لا يفهم في الثقافة المصرية، أي انتقال سريع للسلطة سيتسبب بفوضى، أخشى من فوضى واسعة واستيلاء الإخوان على السلطة إذا تنحيت". واللافت للانتباه أنه لم يكد مبارك ينتهي من تصريحاته السابقة إلا وكشفت وسائل الإعلام الأمريكية عن تقديم مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي يطالبه بنقل السلطة في مصر فورا إلى حكومة مؤقتة. ومعروف أن السياسة الأمريكية تجاه ما يجري في مصر منذ 25 جانفي اتسمت بتأرجح المواقف وتخبط التصريحات تماشيا مع تطور الوقائع على الأرض، فبعد أسبوع من إعلان واشنطن أن حكومة الرئيس مبارك مستقرة إذا بها تدعوه خلال الساعات الأخيرة إلى بدء إجراءات نقل السلطة على الفور. ورغم أن ثورة الشباب التي تفجرت في 25جانفي مازالت تصر على تنحي مبارك ، إلا أن الأمر الذي يجمع عليه المصريون أن الأزمة الحالية ينبغي أن يتم حلها في إطار داخلي بعيدا عن أية تدخلات أمريكية.