أكد الرئيس المصري حسني مبارك أول أمس أنه يود مغادرة السلطة لكنه لا يستطيع خشية أن تنتشر الفوضى وتسيطر جماعة الإخوان المسلمين على الحكم. وأوضح في تصريحه لشبكة "إيه بي سي" التلفزيونية الأمريكية أنه ضاق ذرعا بالرئاسة ويرغب في مغادرة منصبه الآن، غير أنه عبر في ذات الوقت عن خشيته من غرق البلاد في الفوضى- كما قال- حسب ما نقلت عنه مراسلة القناة كريستيان أمانبور بعد مقابلة معه استمرت 20 دقيقة في القاهرة. وأشار مبارك أنه لا يهتم بما يقوله الناس عنه وأن ما يهمه هو بلاده مصر على حد تعبيره، وذلك بعد أكثر من عشرة أيام من التظاهرات المتواصلة في بلاده ضد النظام، وعبر عن استيائه الشديد بخصوص المشادات التي نشبت بين المؤيدين والمعارضين مؤكدا أنه لا أريد أن يرى المصريين "يتقاتلون في ما بينهم". ومن ناحيته، أكد عمر سليمان نائب مبارك أول أمس أن هذا الأخير و وابنه جمال لن يترشحا للانتخابات الرئاسية التي ستجري في سبتمبر المقبل. وكان الرئيس المصري أعلن قبل ذلك في خطاب ألقاه الثلاثاء الماضي عدم نيته الترشح للرئاسة، غير أن تصريحات سليمان تعد الأولى من مسؤول مصري بشأن عدم ترشح جمال مبارك. واسترسل سليمان بالتأكيد أن مبارك "رجل صادق وملتزم" في تنفيذ وعوده بشأن عدم الترشح والمضي قدما في الإصلاحات السياسية التي ستتضمن حل البرمان بعد إقرار تعديلات الدستور المحددة. وذكر بأن جماعة الإخوان المسلمون المحظورة في مصر، دعيت للاجتماع مع الحكومة الجديدة في إطار حوار وطني لكنها لا تزال مترددة، متعهدا في ذات الوقت بمعاقبة المتورطين في أعمال العنف التي جرت خلال الاحتجاجات، والإفراج الفوري عن الشبان المحتجزين الذين لم يشاركوا في ارتكاب جرائم، واستهجن نائب الرئيس المصري التدخل الأجنبي في شؤون بلاده الداخلية، مستغربا تلك المواقف من دول كانت تعتبر صديقة، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة.ودعا رئيس الحكومة المصرية أحمد شفيق إلى عدم الدخول إلى الحوار بسقف مقفل، مؤكدا انتفاء الرغبة في استبعاد أي فريق من المفاوضات، وقال أن كلمة "الآن" التي يستخدمها البعض في الخارج والداخل فيها "استخفاف بنا وبقيمنا وتقاليدنا"، مؤكدا بدء عملية الحوار والتفاهم مع الأطراف المعارضة، وأشار إلى أن لا أحد يمكنه القطع بعدم وجود مؤامرة في ما يجري، و"لكن حتى لو أن المؤامرة موجودة، فنحن نتحمل المسؤولية لأننا سمحنا لها بإحداث شرخ بيننا".ولفت إلى أن التحقيقات الرامية إلى التدقيق في الخلل الأمني ومحاسبة الوزير السابق المسؤول عن الأمن، إذا أظهر التحقيق مسؤوليته.وفي تعليقه على الدعوات المتواصلة لإقالة الرئيس المصري، وعلى خطوات نشر الفوضى وفتح السجون، قال بأن أطرافا خارجية تريد تطبيق النموذج التونسي على مصر. وتعهد بالتحقيق في موضوع غياب الأمن بمنتهى الدقة، لكشف "المأساة والمهزلة" التي جرت الأربعاء الماضي لإماطة اللثام عما إذا كان الأمر مخططا له وكشف من يقف خلفه ومن خطط له ومعاقبته، وخلص إلى أنه اعتذر عبر كل القنوات بصفته الرجل الذي يقدر المسؤولية.