غليان كبير تعيشه الأسرة التربوية بولايات الجنوب، بسبب الأوضاع المزرية التي آل إليها قطاع التربية بهذه المناطق، من اتساع التسيب وتراكم كم هائل من المشاكل العالقة منذ سنوات، في ظل تهديدات النقابات المستقلة ب”الانفجار”، وحتمية اللجوء للحركات الاحتجاجية، بسبب سياسة الهروب إلى الأمام المعتمدة من طرف الوزارة الوصية. مجالس ولائية عديدة عقدتها مختلف نقابات التربية بمختلف الولايات الجنوبية، موازة مع تهميش مطالب أساتذة وعمال التربية من طرف المسؤولين المحليين، والوزارة الوصية. فبولاية ورڤلة الأوضاع تنبئ بالعودة قريبا للإضرابات، حسب البيان الختامي للجمعية العامة الانتخابية للولاية، التابعة للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الذي استعجل بتعميم الاستفادة من منحة الجنوب الكبير على كافة الأسلاك دون تمييز، وإعادة النظر في المناهج والبرامج والحجم الساعي، وإلغاء مقياس الراتب المرجعي قصد الاستفادة من المنح العائلية ومنحة التمدرس. وأكد البيان الذي تسلمت “الفجر” نسخة منه، على ضرورة مراعاة خصوصية المنطقة فيما يتعلق بتحديد رزنامة الامتحانات والعطل، مؤكدا اقتناعهم بأن أي طفرة نوعية حقيقية في القطاع لا يمكن أن تتحقق إلا باستقراره، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة مدروسة قصد التهدئة، وإبعاد القطاع عن أي هزات مستقبلية هو في غنى عنها، خصوصا ما تعلق بالخدمات الاجتماعية الذي تصر على إصدار قرار بديل عن القرار الوزاري غير الدستوري 158/94، وتجسيد قانون طب العمل، مطالبا من جهة أخرى إشراك الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في مناقشة قانون التقاعد، والعمل بصفته شريكا اجتماعيا تمثيليا فاعلا. ومن جانبه حذر المكتب الولائي لأدرار التابع للنقابة الوطنية المستلقة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، من عواقب المشاكل المتراكمة التي سوف يتحمل تبعاتها الجميع، داعيا إلى إيجاد حل جذري لمعاناة موظفي القطاع بسبب مشاكل المساس بالحريات النقابية من خلال التضييق على ممارسة العمل النقابي، التلاعب المستمر بتواريخ صب مختلف المستحقات المالية أو ما تعلق بالراتب الشهري أو المردوية، والتأخر في دفع مخلفات الدرجات والترقيات 2008-2010، ومخلفات الأجور للمواسم، التماطل في تسليم قرارات التثبيت الخاصة بالموسمين 2008 / 2009 و2009 / 2010. كما حذرت “السناباست” من فشل الموسم الدراسي في العديد من المؤسسات التربوية نتيجة التأخر المسجل في تجهيزها ماديا وبشريا رغم ما يرصد من ميزانية ضخمة لهذا الغرض، والمصير المجهول للسكنات المخصصة لأساتذة الجنوب.