استقبلت مصالح الاستعجالات على مستوى المؤسسات الاستشفائية في العاصمة، منذ ليلة أول أمس، التي تزامنت مع احتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف العشرات من الحالات الذين أصيبوا بجروح وحروق متفاوتة الخطورة بسبب المفرقعات رغم التحذيرات المتواصلة من خطورة المفرقعات التي اقتحمت السوق مؤخرا حيث أنها لا تحمل أي إشارات حول طريقة الاستعمال الصحيحة وهو الأمر الذي يعرض الأطفال لخطر الإصابة أكثر إلا أن السيناريو يعيد نفسه كل سنة، وهو الأمر الذي وقفت عليه "الفجر" خلال زيارة قادتها إلى مصلحة الاستعجالات على مستوى كل من مستشفى مصطفى باشا الجامعي، ومعهد باستور، أين تم استقبال العشرات من الحالات التي قدمت لها الإسعافات الأولية، وغادرت المستشفى. في هذا الإطار، كشف بونيف عمار، مدير المناوبة بمعهد باستور، عن قدوم حوالي 27 حالة إلى المعهد بين ليلة 14 فيفري وصباح 15 فيفري، قادمين من الكاليتوس، بودواو، العاصمة وبابا حسن، متأثرين بحروق متفاوتة الخطورة. وأضاف المتحدث قائلا "ففي ليلة الاحتفال بالمولد استقبلت المصلحة أكثر من 20 شخصا تتراوح أعمارهم مابين 3 و22 سنة كلهم تلقوا العلاج وغادروا المكان"، مشيرا إلى أن الأشخاص مازالوا يتوافدون، ففي صبيحة أمس تم استقبال 7 حالات بينهم فتاة واحدة ذات 11 سنة كلهم ضحايا المفرقعات. وحسب محدثنا، فإن معظم الإصابات عبارة عن حروق بين الدرجة الأولى والثانية على مستوى الوجه الرقبة والأصابع وقدمت لهم الإسعافات الأولية وغادروا المستشفى مع المتابعة. كما أكدت إحدى المناوبات في معهد باستور بأن الإصابات المتفاوتة الخطورة بسبب مفرقعات هي أكثر قوة وأكثر ضررا حتى أن أصواتها تشبه المتفجرات، وبشكل خاص عندما تتحول المناسبة الدينية إلى مأساة حقيقية شوه فيها وجوه الأطفال وأجزاء من أجسادهم. أما في مستشفى مصطفى باشا الجامعي، فقد تم الإبقاء على أربعة مصابين تتراوح أعمارهم مابين 9 و40 سنة، اثنان منهم أصيبوا على مستوى العين، إحداهما تتعلق بامرأة في الأربعين انفجرت المفرقعة على وجهها بعدما ألقتها عليها جارتها مباشرة بعد أن فتحت لها الباب، ما تسبب في فقدانها البصر. أما الطفل الذي أتى من خميس الخشنة البالغ من العمر 9 سنوات فتعرض لبتر أصبعين من يده، في حين أن طفل آخر ذا 11 سنة فقد أربعة أصابع من يده بعدما انفجرت المفرقعة في يده، حيث قال لنا أحد أوليائه إنه لم يقدم له المال لشراء المفرقعات، إلا أن أحد أصدقائه أعطاها له وللأسف لم يلقها في الوقت المناسب وللأسف حصل ما حصل.