سجلت مصلحة الحروق بالمستشفى الجامعي لوهران ومصلحة طب العيون بمستشفى بلزرق استقبال يوميا من 5 إلى 6 ضحايا من الأطفال الذين أصيبوا بحروق على مستوى العين والوجه، تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 17 سنة نتيجة اللعب بالألعاب النارية والمفرقعات التي عرفت انتشارا ورواجا كبيرا لتجارتها تزامنا واحتفالات المولد النبوي اقتحمت المفرقعات الأسواق بعد عرض العديد من الباعة الذين وجدوا في هذه التجارة فرصة للربح والقضاء على شبح البطالة، في الوقت الذي يتوافد فيه على المصالح الطبية العديد من الأولياء رفقة أطفالهم طلبا للعلاج، حيث تم تحويل 3 منهم على العمليات الجراحية بعد إصابتهم بجروح خطيرة على مستوى اليد، وهو الأمر الخطير في استعمال تلك المفرقعات خاصة مع التهافت الكبير للأطفال وما يصحبه من أجواء هستيرية لتفجير شوارع وهران و حرمان المواطنين من النوم ليلا. وإن كانت أشهر الألعاب النارية في العام الماضي تسمية لشخصيات ومشاهير كرة القدم؛ حيث حملت أسماء "بن لادن" ولاعب كرة القدم "زيدان" والرئيس العراقي الراحل " صدام"، فإن الألعاب هذه السنة حملت أسماء "الشيطانة 1" و"الشيطانة 2" هذه الأخيرة التي أصبح الطلب عليها كبيرا لما لها من وقع ودوي صاعق، وهي أكثرهم خطورة، ثم "التيتانيك" و"الصاروخ" و"النمر" و"البومبة" و"دوبل كانون" وأسماء أخرى لها قوة انفجار كبيرة ومدوية، بعدما كانت في السابق الاحتفالات تقتصر على البخور والشموع بصورة سلمية ومظاهر تفضلها الكثير من العائلات بطهي المأكولات التقليدية وكذا إعداد مختلف أطباق الحلويات، إلا أن الوضع اليوم تغير مع تصاعد موجة العنف في الدول حتى أصبحت الاحتفالات لا تمارس بطقوس سلمية وإنما أصبحت تعكس الواقع المعيش الصعب بعد تفشي مظاهر العنف في المجتمعات جعلت الأطفال لا يرضون بحمل الشموع بمختلف ألوانها، ويفضلون تفجير "المفرقعات" ورميها على المارة في الطرقات.