يوما بعد يوم، تتأكّد مقولة "إن المصري ممثّل بطبعه" إلى درجة أن هذا الطبع غلب حتى على تطبّع الريّس الذي من الواضح أنه يحنّ إلى سوابقه السينمائية. من المعروف أن الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، قد شارك في شبابه ككمبارس في فيلم من بطولة كمال الشنّاوي وشادية، وبمجرد كتابة هذه المعلومة في موقع اليوتوب يمكنكم مشاهدة مقطع فيديو ل"الريّس" في شبابه وهو يجسّد بوضوح دورا صامتا في أحد أفلام الأبيض والأسود.. لكن الغريب في أمر مبارك، ليس في مغامرات شبابه، وإنما في خرجات شيبه، التي تؤكّد أنه ندم على عدم احترافه للسينما، خصوصا بعد أن أثبت له الشعب أنّه فاشل في مهنة الرئاسة مثل كثير من نظرائه العرب. مبارك وبعد أن نفدت كلّ أوراقه السياسية، قرّر استثمار بعض معارفه السينمائيّة، من خلال الاستعانة بسيناريو فيلم "الراقصة والسياسي" الذي تجسّد دور البطولة فيه الفنانة المصريّة نبيلة عبيد. الفيلم يروي قصّة راقصة في كهولتها، اعتزلت مهنة الهزّ بعد أن ترهّل جسمها، فضاقت بها الدنيا بما رحبت وفارقها المريدون ومنهم رجال سياسة وأعمال معروفون في البلد، كانوا كالذباب من حولها في عزّ شبابها.. الراقصة تقرّر الانتقام من الرجال الذين خذلوها في كبرها، فتعلن أنها بصدد كتابة مذكّراتها وكشف المستور، وهو الخبر الذي اهتزّت له الكراسي وارتجفت على وقعه كواليس المسؤولين، الذين أرعبهم نشر غسيلهم الوسخ على صفحات مذكّرات راقصة... ولكم أن تتصوّروا باقي تفاصيل الفيلم.. تفاصيل يريد مبارك اليوم أن يستنسخها من أجل الانتقام من المنفضّين من حوله بعد ترهّله السياسي وعزله من الرئاسة، حيث قرّر مبارك حسب صحيفة "اليوم السابع" كتابة مذكراته الخاصة، مشيرا إلى أنه سيحمل فيها الكثير من المفاجآت وبالأخص حول السنوات الخمس الأخيرة من حكمه.. ولكم أن تتصوّروا أيضا كيف تلقّى أصدقاؤه القدامى - ومنهم الأمريكان - هذا الخبر، خصوصا وأن مبارك يراهن على نهاية سعيدة تشبه نهاية فيلم نبيلة عبيد، أو الراقصة التي انتقمت بمذكّراتها من كلّ من خان وسطها وهجره. هكذا إذن ألهمت الراقصة فخامة الريّس..