يعرف قطاع الفلاحة بولاية ميلة منذ بداية السنة الجارية، وبالتحديد نهاية شهر جانفي، تحسنا ملحوظا وهذا بعد الكميات المعتبرة من الأمطار التي رفعت من نسبة مياه سد بني هارون، حيث أعطى هذا الأخير وجها آخر للفلاحة بولاية ميلة خصوصا فيما يتعلق بسقي مختلف المحاصيل التي تشتهر بها ما يبشر بتحول ولاية ميلة المعروفة بطابعها الفلاحي والريفي إلى قطب فلاحي حقيقي على المستوى الوطني، يذر الكثير من الخيرات وحتى تحقيق الاكتفاء الذاتي، إذا توفرت الإرادة وروح المسؤولية لدى القائمين على هذا القطاع الحساس. وحسب القائمين على الشأن الفلاحي، فإنه يتم حاليا سقي حوالي 8600 هكتار بالاعتماد على مياه الأودية و الآبار وحاجزين مائيين، ويطمح المسؤولون إلى سقي مساحات أكبر بعد إنجاز الشطر الأول من محيط السقي ببلدية التلاغمة الذي تبلغ مساحة 4447 هكتارا ويشمل ثلاث بلديات هي التلاغمة وادي سقان والعثمانية، بعد أن انطلقت أشغال إنجازه في نهاية نوفمبر الفارط، وهو يعد أول مشروع في السقي الفلاحي ضمن نظام سد بني هارون الذي ستزود مياهه خلال السنوات القادمة شبكات السقي والشرب على امتداد ست ولايات بشرق البلاد. كما يتضمن هذا المشروع إنشاء شبكة سقي تغطي مساحة حوالي 8000 هكتار حسب تطلعات المسؤولين. من جهة أخرى، تضاعف إنتاج الحليب بولاية ميلة - حسب أرقام المصالح الفلاحية - أكثر من عشر مرات خلال العشرية الأخيرة، فبعد أن كان في حدود 1.5 مليون لتر سنويا سنة 2000، فقد بلغ حاليا 15 مليون لتر، بدون احتساب الكميات التي لا تجمع من الخواص والمواطنين الذين يملكون الأبقار. وتجدر الإشارة إلى أن صاحب مشروع السقي بالتلاغمة هو الديوان الوطني للسقي وصرف المياه، والذي سيشرف على تسيير محيط السقي مستقبلا. وفي سياق ذي صلة، ذكر أحد مسؤولي المصالح الفلاحية لولاية ميلة أن المساحة الإجمالية لأشجار الزيتون المتمركزة بالخصوص في الجهة الشمالية للولاية تقدر ب6700 هكتار، حيث بلغت المساحة المنتجة منها هذه السنة حوالي 52٪ أي 3500 هكتار، منها 2900 هكتار خاصة بالزيتون المنتج للزيت والباقي خاص بزيتون المائدة، علما أن الهكتار الواحد يحتوي على حوالي 100 شجرة زيتون. كما أوضح المسؤول الفلاحي أن عملية جني الزيتون انطلقت بصفة رسمية ومكثفة أواخر شهر نوفمبر المنقضي وهي متواصلة، ما يبشر بموسم إيجابي مع توقعات بانخفاض سعره إلى أدنى مستوى له بفضل توفره هذا العام وعدم تعرضه للتلف بفعل العوامل المناخية، حيث بلغ الإنتاج المحصل عليه حتى هذه الساعة 36652 قنطارا، تم عصر 3956 قنطارا منها أنتجت 59425 لترا أي بمردود 15 لتر للقنطار. أما مردود ثمرة الزيتون في حد ذاتها فهي 16 قنطار في الهكتار وهي في الغالب من نوع الشملال والسيقواز. وتتوفر الولاية على 34 معصرة زيتون منها ثمانية عصرية تتواجد كلها بشمال الولاية.