يبدو أن أمريكا والغرب يريدون إحياء الذكرى العاشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمر 2001 وقد أنجزوا شرق أوسط جديدا كما وعدوا بذلك قبل 10 سنوات. وقد بدأ العمل بإنجاز هذه المهمة بالبدء بالرؤساء العرب أولا على أن يشمل المشروع الملوك والرؤساء لاحقا. لقد بقيت أمريكا والغرب 10 سنوات كاملة وهي تحاول إنجاز مشروع الشرق الأوسط الجديد مع الحكام العرب.. وانتهى بها الأمر إلى الفشل واليأس من ضرورة التغيير.. فعمدت هذه المرة للعمل مع الشعوب وضد الحكام.. وقد تكون بالفعل قد وجدت الطريق إلى تحقيق ما تريد. الملفت للانتباه فيما يقع في العالم العربي هذه الأيام هو أن الحكومات والحكام ليسوا بالقوة التي كانت الشعوب تتصورها.. وقد تبين لأمريكا أن الحكام في العديد من الدول العربية لا يتمتعون بأي قبول شعبي! 1 - تبين أيضا أن كل الحكام العرب بلا استثناء، ملوكا ورؤساء.. يحكمون الشعوب العربية بالعائلات: إما السلالية أو القبلية أو الجهوية.. ولا وجود لأي مظهر من مظاهر التنظيمات السياسية. 2 - تبين أيضا أن الفساد في العائلات الحاكمة العربية هو القاسم المشترك الأعظم بين العائلات الحاكمة في البلدان العربية. 3 - تبين أيضا أن الدموية والأنظمة البوليسية والقمعية هي أيضا القواسم المشتركة للحكومات العربية سواء كانت جمهورية أو ملكية. 4 - تبين أيضا أن الخلود في الكرسي من طرف الحاكم العربي الجمهوري أو الملكي هو الظاهرة العامة بين جميع الأنظمة.. وأن التغيير في العالم العربي لا يتم إلا بالموت.. والموت وحده أو بالانقلابات الدموية أحيانا! 5 - تبين أيضا أن كل الحكام العرب على قدر من العمالة للغرب بدرجات متفاوتة ومصالحهم مع الغرب هم وعائلاتهم أكثر من مصالحهم مع شعوبهم! 6 - تبين أيضا أن كل الحكام العرب وعائلاتهم لا يثقون في المؤسسات القائمة في بلدانهم.. ولا يثقون في بلدانهم وهم يحكمونها.. لهذا يضعون كل أموالهم وأموال حلفائهم في البنوك الغربية! 7 - تبين أيضا أن مظاهر الفساد التي يقوم بها الحكام العرب ضد بلدانهم كانت في جميع الحالات بمباركة الغرب وبعلمه وربما بتشجيع منه. 8 - لهذا فإن أول سقوط لأي حاكم عربي يبدأ بإشارات من الغرب أولا.. وبعد ذلك يتولاه بنو جلدته.. ويقوم الغرب بأول حركة ضد الحاكم الساقط فتجمد أمواله لفائدة بنوك الغرب! هذا هو واقع العالم العربي بحكامه الخالدين في الحكم والضالعين في الفساد والاستبداد، وهو حال لا تختلف عن حال هذه الشعوب التي تحركها طبلة حكومة غربية وتفرقها عصا بوليسية من حاكم مستبد. وبؤس الحكام في العالم العربي لا يختلف عن بؤس الشعوب.. وصدق من قال: كما تكونوا يُولّى عليكم!