اعتبر الدكتور رياض الصيداوي في حواره مع "الفجر" أن الجزائر ليست مرشحة لقيام ثورة مثلما حدث في تونس ومصر وليبيا نظرا لعدم توفر إجماع شعبي ضد جهة معينة في الجزائر، كما أن الجزائر حسب الصيداوي محصّنة مما عرفه جيرانها بحكم تجربتها العسيرة مع الإرهاب الجزائر ليست مرشحة لقيام ثورة نظرا لعدم توفر إجماع شعبي عليها كما اعتبر المحلل السياسي أن ما حدث في تونس ثورة حقيقية لأننا نلمس سيطرة صوت الشارع في العملية السياسية في حين لم ترق أحداث مصر إلى مستوى الثورة وإنما حدث انتقال في السلطة إلى الجيش فقط ومبارك ما زال يدير البلاد من شرم الشيخ. هل ستؤثر قرارات مجلس الأمن العقابية على موقف القذافي؟ قرارات مجلس الأمن عادة ما تتسم بالكيل بمكيالين، فهي تستخدم الفيتو الأمريكي في حالة إسرائيل لكنها لم تتردد في تنفيذه في العراق، وفي حالة ليبيا هناك تردد لأن واشنطن تتخوف من سقوط ليبيا في أيدي تنظيم القاعدة، لأن ليبيا تتميز بانتشار الفكر الإسلامي الراديكالي، وهذا ما لاحظناه حيث أعطى الغرب للقذافي وقتا في البداية لمدة أيام ليتغاضى عنه لكن عندما استمر في قمعه فإن الغرب يتحدث اليوم عن حقوق الإنسان في ليبيا، وحتى إعلاميا تغيرت لهجة الإعلام في الغرب، فمنذ أيام كان الإعلام الغربي يتناول أحداث ليبيا بالتزام معين لكنه اليوم يشن حملة عنيفة ضد نظام القذافي. لماذا جاءت مواقف بعض الدول العربية ضعيفة، حسبكم، تجاه مجازر القذافي في ليبيا؟ أغلب حكام البلدان العربية لهم صراعات خاصة مع القذافي باعتباره مشاغبا حيث سخر من العديد من الرؤساء والملوك العرب والكثير منهم يكرهونه لأسباب شخصية ولا يتضامنون معه، أما عن سكوتهم عن المجازر فالكثير من الأنظمة في العالم العربي متورطة في عمليات القتل وتحمل ملفات سوداء في مجال حقوق الإنسان. بماذا تفسرون استمرار الفوضى وعدم الاستقرار في الدول التي عرفت ثورات مثل تونس ومصر إلى حد الآن؟ الثورة الفرنسية جاءت في عدة ثورات وكل مرة تسقط الحكومة وتأتي أخرى بعدها وتسقط، وهكذا، وفي علم الاجتماع الثورة تخلف عدة ثورات، ولهذا أرجح أن تعرف تونس ثورات أخرى، أما بالنسبة لمصر فلا أعتقد أن ما حدث في مصر حقيقة يرقى إلى مستوى الثورة وإنما ما حدث هو انتقال للسلطة فقط إلى الجيش، حيث المؤسسة العسكرية هي التي تحمي مبارك اليوم حتى بعد تنحيته، لكن في حالة تونس فالشارع مازال مسيطرا ولهذا فالثورة في مصر لا زالت سطحية جدا وليست عميقة، فمبارك لازال يدير البلاد من شرم الشيخ. ماذا عن الجزائر؟ الجزائر عاشت تجربة الإرهاب وصراع دموي لسنوات طويلة، وبالتالي فالجزائر محصّنة من احتجاجات مثل احتجاجات تونس ومصر، كما أن قيام الثورة يتطلب تبلور مطلب شعبي متفق عليه وهو شرط غير محقق في الجزائر. فضد من تقوم الثورة في الجزائر؟ أي ليس هناك إجماع في الجزائر على الثورة، لا يمكن أن تكون ثورة ضد الجيش في العالم، فمعروف عن الجيش الجزائري أنه جيش موحد، فلا وجود لأهم عنصر لقيام الثورات، لذلك أعتقد أن الجزائر ليست معنية بشكل كبير بما يحدث عند جيرانها. وكيف تقرأون الاحتجاجات التي شهدها المغرب؟ لاحظنا أن الجمهوريات هي التي تأثرت بالثورات، لكن بالنسبة للممالك فهناك شبه طابو، وأعتقد أن البحرين مثلا تلقت ضغوطات من واشنطن لسحب الجيش من ميدان اللؤلؤة لكن لو قامت ثورات في الأنظمة الملكية قد تكون على شكل "الملك لا يحكم يملك فقط". وقد عرفت طنجة ومراكش وعدة مدن مغربية صدامات مع متظاهرين قام بها شباب مستعدون للموت من أجل تحقيق أهدافهم، لكن تم ضرب المظاهرات منذ اليوم الأول. لكن ضد من تقوم الثورة في المغرب؟ فقد لمسنا شبه إجماع ضد الحكومة المغربية والفساد كما أن المغرب ليس دولة نفطية والغرب لن يسمح بثورات في دول نفطية فقط.