نفى منسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة للولايات المتحدةالأمريكية، دانيال بنجامين، أن يكون لواشنطن الحق في أن تملي على الجزائر ما يجب فعله في المراحل القادمة، بعدما ثمنت قرار رفع حالة الطوارئ، ودعت إلى إجراءات إضافية. كما تعتبر بلاده أن مصير الجزائر ومستقبلها مرهون بالشعب، الذي تقاسمه واشنطن طموح الحصول على الحق في التعبير والتجمع حكومات دول المغرب العربي مطالبة بالحذر واليقظة من تبعات الانفلات الأمني أكد، أمس، دانيال بنجامين، على تأييد واشنطن لحق التعبير والتجمع الذي يدعو إليه الجزائريون، ووصف المطالب ب”المشروعة والتي ينبغي الاهتمام بها وبانشغالات الشعب من خلال حوار سلمي وبناء”، في وقت تتابع الإدارة الأمريكية التطورات في الوطن العربي باهتمام كبير. وفي السياق ذاته، حذر المسؤول الأمريكي، خلال ندوة صحفية عقدها أمس بمقر سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، من خطورة استغلال الجماعات الإرهابية للتوترات الحاصلة في عدد من دول المغرب العربي أو الخليج لتدعيم صفوفها، وأكد على ضرورة الإبقاء على الحذر واليقظة في المرحلة الراهنة، وكشف عن تشديد واشنطن الرقابة على حركات الأسلحة والسفريات والاتصالات بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، والتي تدخل في إطار سد الطريق أمام الإرهابيين، الذين قال عنهم، “إنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي أمام الفرص التي تتاح لهم بسبب الأوضاع في تونس ومصر وليبيا”، مضيفا أنهم في مرحلة جديدة وينتظرون ما سيحدث، موضحا أن واشنطن “تضع تخطيطا بحذر” مع تصور السيناريوهات وردود الفعل، وأكد على ضرورة تكثيف التعاون وتبادل المعلومات حول إمكانية استغلال الإرهابيين لفرصة الانفلات الأمني في عدد من دول المغرب العربي لإعادة بعث نشاطها. و ردّ منسق مكافحة الإرهاب بالإدارة الأمريكية عن بلاده “شبهة” السعي لإقامة قواعد عسكرية في إفريقيا أو اقتناص الفرصة للتدخل العسكري عند انفلات الوضع بسبب ما يحدث خاصة في ليبيا، وقال إن “الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تريد إقامة قواعد عسكرية في إفريقيا”، دون أن ينفي جاهزية القوات الأمريكية، التي قال عنها إنها في حالة تأهب، ولكن “للمهمات الإنسانية”، منها إجلاء الرعايا الأجانب من ليبيا. وفند تناول محادثاته مع المسؤولين الجزائريين لموضوع التدخل العسكري في ليبيا، وقال إن الجزائر لديها موقف رافض لهذا التدخل. وعن ملف مكافحة الإرهاب، قال دانيال بنجامين، الذي ترأس الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال الثنائي والتنسيق الجزائرية - الأمريكية حول ملف مكافحة الإرهاب والقضايا الأمنية، أول أمس، بمشاركة مستشار رئيس الجمهورية كمال رزاق بارة، أنه “تشرف” بالاستماع إلى المسؤولين الجزائريين حول تحسن الوضع الأمني في منطقة الساحل، ورفض تصنيف بعض دول المنطقة ب”التلميذ السيء” في مكافحة الإرهاب، معتبرا أن الدول تبذل جهودا لمواجهة التهديد الإرهابي، خاصة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ولكن لابد من مساعدتها من حيث الإمكانيات المطلوبة. وأضاف أن اجتماع فريق الاتصال والتنسيق حول مكافحة الإرهاب الجزائري - الأمريكي، يعتبر خطوة هامة ستساعد على ضمان الأمن في المنطقة، مثمنا جهود الجزائر في محاربة الإرهاب وإحلال الأمن، وقال إن “جزائر اليوم ليست مثل الجزائر التي كانت قبل 15 عاما”. وعن الملف الليبي، أوضح المسؤول الأمريكي أن واشنطن تتطلع للاستجابة إلى مطالب الشعب الليبي، مؤكدا على ضرورة رحيل معمر القذافي، الذي قال عنه إنه فقد شرعية رئاسة ليبيا، من أجل وقف الدم، مشيرا إلى دعم واشنطن للديمقراطية في العالم منذ سنوات، غير أنه رفض الحديث عن “تدخل أجنبي” في تفجير الثورات الشعبية بعدد من الدول العربية من خلال “الفايسبوك”، الذي قال عنه إنه وسيلة اتصال تكنولوجية تطورت بشكل حر، وأضاف أن ما حدث كان مبادرات من الشعوب في تونس ومصر وليبيا، بينما كانت واشنطن تدعم المجتمع المدني في هذه الدول..