أفادت مصادر رسمية أن مجموعة الاتصال الثنائي بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومسائل الأمن ذات الصلة، تعقد أول اجتماع رفيع لها اليوم بالجزائر لبحث أليات تطوير التعاون الحاصل في المجال الأمني وتحديد الآليات الكفيلة بالاستفادة من تجربة الجانبين في هذا المجال، حيث من المنتظر الخروج بعد يومين بنتائج عملية تعكس حجم التعاون القائم منذ فترة. أكدت وكالة الأنباء الجزائرية استنادا إلى ما وصفته بمصدر رفيع في مجموعة الاتصال الثنائي الجزائري-الأمريكي، أن اجتماع اليوم سيترأسه كمال رزاق بارة مستشار لدى رئيس الجمهورية لشؤون الأمنية، مناصفة مع السفير »دانيال بنجامين« عن الجانب الأمريكي، وهو منسق في مجال مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، على أن ينتهي هذا اللقاء إلى التوقيع على محضر اتفاق بين الجانبين. وبحسب المعلومات التي أوردها المصدر ذاته فإنه قد تمّ وضع هذه الآلية للتعاون ذات الطابع غير الرسمي من هيكلة الحوار والتشاور بين الجزائروالولاياتالمتحدة بشأن الكثير من المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب العابر للأوطان، بالإضافة إلى »تحديد سُبل وآليات تعميق التعاون الثنائي في أبعاده المتعددة سواء كانت سياسية أو دبلوماسية أو قضائية أو مالية آو عملية وخاصة بالمساعدة التقنية«. واستفيد كذلك بأن هذا الاجتماع الرفيع الأول من نوعه سوف لن يكتفي فحسب خلال يومين من الأشغال بإجراء تقييم شامل وتبادل للتحاليل وكذا المعلومات حول تطوير مكافحة الإرهاب في كلا البلدين وانعكاساته على المحيط الإقليمي والدولي، وإنما سيكون بمثابة »أرضية فعلية وفرصة لتطوير بعض المسائل التي تم مناقشتها ضمن الهيئات الأممية في إطار تطبيق الإستراتيجية العالمية الأممية لمكافحة الإرهاب«. وليست هذه المرة الأولى التي تتأكد فيها خصوصية علاقات التعاون الأمني بين الجزائر والبيت الأبيض، على اعتبار أن التصريحات الرسمية الأمريكية غالبا ما تؤكد على أن بلادنا تمتلك خبرة غير مسبوقة في مجال مكافحة الإرهاب، وقد تعزّز هذا التوجه بشكل كبير منذ هجمات 11 سبتمبر 2011، وهو ما عكسته الزيارات الرفيعة التي تبادلها الطرفان بدليل أن منسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، »دانيال بنجامين«، يزور الجزائر للمرة الثالثة منذ تعيينه في هذا المنصب. وسبق للمسؤول الأمريكي أن صرّح خلال آخر زيارة له إلى بلادنا أواخر شهر نوفمبر من العام الماضي، بأن »الولاياتالمتحدة ترغب في تعزيز علاقاتها مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب«، وذهب إلى حدّ وصف هذه العلاقات على أنها »علاقات بالغة الأهمية«، وعلى حدّ تعبيره فإن »الجزائر تتمتع بإرادة سياسية كبيرة لمكافحة الإرهاب وخبرة كبيرة نرغب كلنا في اكتسابها«، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة »تسعى إلى تعميق هذه العلاقة حتى نتمكن من مواجهة التهديدات المشتركة«. ولا تستبعد بعض الجهات التي تتابع ملف التعاون الأمني بين الجزائر وواشنطن، بأن يكون اجتماع اليوم ذو صلة مباشرة بالقرارات الأخيرة التي أقرّتها الحكومة برفع حالة الطوارئ بعد 19 عاما من العمل بها، خصوصا وأن الإدارة الأمريكية أولت لهذا الأمر اهتماما خاصا عندما علّق عليها الرئيس »باراك أوباما« معتبرا إياها »علامة إيجابية على أن حكومة الجزائر تستمع إلى المظالم وتستجيب لمطالب شعبها، ونحن نتطلع إلى خطوات إضافية من جانب الحكومة لتمكين الشعب الجزائري من ممارسة كامل حقوقه العامة«. كما يأتي هذا الاجتماع بالموازاة مع الزيارة التي قام بها قبل أيام مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالشؤون السياسية، »ويليام بورنز«، إلى الجزائر، وهي الزيارة التي لم يغفل فيها الحديث عن القرارات الأخيرة التي تبناها مجلس الوزراء، وأكد أن كل التدابير المتعلقة بخصوص التشغيل والسكن »إيجابية«، قائلا عقب محادثاته مع رئيس الجمهورية »إننا نعتبر الالتزامات التي تم اتخاذها في إعطاء مزيد من الفرص فيما يخص التشغيل والسكن والتعليم جد إيجابية«، مثلما وصف موقف بلاده بخصوص رفع حالة الطوارئ أنه »التزام إيجابي وواضح جدا«.