يحل عيد المرأة المصادف ليوم الثامن مارس من كل عام، على وقع تنظيم حفلات و وقفات على ما حققته أو تريد تحقيقه المرأة الجزائرية على الوجه الخصوص من مكاسب جديدة، تشرف عليها جمعيات وهيئات تقودها نساء تدافعن عن حقوق المرأة.. لضمان لعب الجنس اللطيف دورا فعالا في المجتمع على اعتباره ركيزة أساسية في بناء المستقبل.. فكيف ينظر الرجل إلى عيد نصف الثاني؟ في جولة “الفجر” الاستطلاعية لرأي الرجل الجزائري حول عيد المرأة عبر نقاط مختلفة وسط العاصمة، وقفنا عند ذهنيات تسيطر على تفكير الرجال، ليس فقط في عيدها السنوي ولكن على المرأة بشكل عام، بدرجات متفاوتة، فهناك من يرى في خروج المرأة إلى العمل أمرا عاديا مع التقيد ببعض الالتزامات التي يفرضها الدين والمجتمع الجزائري.. وآخر يعتبر تعلم المرأة واجبا اجتماعيا تحتمه متطلبات العصر الراهن، لكن بشروط تفرض نفسها استنادا إلى خصائص المرأة التي تختلف عن تلك المتوفرة عند الرجل.. ليبقى السؤال المطروح.. هل عيد المرأة محطة للمطالبة بتحقيق الذات والمكاسب، أو احتفالا بتحقيق تلك الذات والمكاسب؟. يقول رشيد، متزوج وأب لثلاثة أولاد، إنه يعارض تماما عيد المرأة، ليس انتقاصا من وزنها وقيمتها، التي تبقى في نظره أكبر من أن تحصر في يوم واحد، ولكن لأن مكانتها في الإسلام أكبر من ذلك، يصونها الكتاب والسنة. وقد أبدى عمار، أيضا، معارضته لعيد المرأة، لأنه يراه احتقارا لكرامتها، مشيرا إلى أن الذين جعلوا من يوم الثامن مارس عيدا، عاداتهم تختلف عن عاداتنا، لذلك لا يجب على المرأة المسلمة والجزائرية أن تحتفل به، لأن الذي يريد أن يحترم المرأة و يعزز فاعليتها في المجتمع.. يقوم بذلك على مدار السنة. من جهته، ذهب عبد الكريم، متزوج حديثا، إلى اعتبار أن عيد المرأة ليس احتفالات صاخبة ومهرجانات راقصة تستدعى إليها النساء بناء على دعوات شرفية تستثنى فيها الراقيات وصاحبات المال و النفوذ.. فهذه الشريحة، يضيف محدثنا، “قد بلغت نصيبها من الحياة وحققت ما قد يعجز عنه الرجال، لذلك شخصيا لست ضد عيد المرأة إذا كان يرفع الغبن عن النساء اللائي يكافحن في الخفاء و يضمن لهن حقيقة حقوقهن كاملة، فيكون العيد محطة لتحقيق المكاسب وإعادة الاعتبار للمهمشات”. كما ظهرت في نفس الجولة الاستطلاعية، مواقف لا تعترض على عيد المرأة، بل تعتبره يوما من حقها في التحرر من ضغط العمل بالنسبة للعاملات، وتاريخا ترى فيه الماكثات في البيوت أن هنالك من سيلتفت إليها. أبدى هشام، تخطى سنه عتبة الأربعين، عدم معارضته لعيد المرأة، مشيرا إلى أنه يصطحب زوجته كل عام إلى السهرات التي تقام على شرفهن، فضلا على أنها، يضيف، لا تلمس شيئا في البيت، بل تبقى مثل الملكة.. وهو من يقوم بخدمتها وإغراقها في الهدايا الثمينة طيلة نهار يوم الثامن مارس..! وقد شارك أيضا عبد الحميد نفس رأي سابقه، حيث قال إنه يستعد بأسبوع كامل تحضيرا لإسعاد زوجته في يوم عيدها السنوي الذي يعتبره مقدسا، فإلى جانب الهدايا التي يجلبها لها، ينظم لها أسبوعا تاما يقضيه معها في السفر عبر ولايات مختلفة من الوطن لينسيها، حسب شهادته، ضغط المنزل والأطفال. وفي سياق مماثل، يسعى لطفي، إطار في إحدى الشركات الخاصة، حسبما أدلى به ل”الفجر”، إلى السفر مع زوجته إلى بلد أوربي، عرفانا لما تقدمه له ولأولاده من عناية و حب. لقد أثبتت هذه الآراء والمواقف أن الرجل الجزائري لا ينكر حق المرأة في ممارسة حقوقها، حتى بالنسبة لأولئك الذين يختزلون مكانتها في يوم واحد، فالمرأة في المجتمع الجزائري قيمتها لازالت بخير..