الطريقة التي أعلن بها عمرو موسى قرار الجامعة العربية فرض حظر جوي على ليبيا يذكرنا بالطريقة التي أعلن بها الرئيس السابق المصري حسني مبارك إعلان الجامعة العربية قرار الهجوم على العراق مع الأمريكان سنة 1990 والذي عارضته الجزائر! تماما مثلما عارضت الجزائر قرار عمرو موسى فرض حظر على ليبيا واحتجت عليه الجزائر! عمرو موسى ليس أمينا عاما لجامعة الدول العربية بل هو موظف في الخارجية يسير حيث تسير مصالح مصر ومصالح السعودية وفقط..! فالجامعة العربية بالنسبة لموسى هي رأي مصر ورأي السعودية أما رأي بقية العرب فلا قيمة له! ومع ذلك تبقى الجزائر عضوا في هذه الجامعة البائسة! أغرب ما طلعت علينا به جامعة موسى قولها إن العديد من الدول العربية مستعدة للمشاركة في عمل عسكري ضد ليبيا! وهذا في إطار اتفاقية الدفاع العربي المشترك! جامعة الدول العربية المصرية والخليجية لم تتفق في حياتها على عمل عسكري ضد أي كان مثل إسرائيل واتفقت فقط على القيام بعمل عسكري ضد العراق وضد ليبيا! العمل العسكري ضد العراق كان برئاسة أمريكا.. وأما العمل العسكري ضد ليبيا فسيكون بقيادة فرنسا! وتخيلوا معنا الجيش العربي فيه جيش الجزائر تقوده فرنسا للهجوم على ليبيا التي تربطها مع الجزائر اتفاقية دفاع مشترك وقعت مع الراحل بومدين في حاسي مسعود سنة 1975! الجزائر التي رفضت سنة 1985 السماح لفرنسا بالمرور العسكري عبر أجوائها إلى تشاد لمحاربة ليبيا.. هل تسمح اليوم بمرور فرنسا لضرب ليبيا خدمة لسواد عيون عمرو موسى؟! الجزئر لا توافق على ما يفعله القذافي بشعبه، لكنها لا يمكن أن توافق على فعل ضد ليبيا يكون أشنع وأبشع مما يفعله القذافي بشعبه! لكن عرب الجزيرة الذين أسماهم القذافي ذات مرة في إحدى خطبه الهائجة ب"خنازير الجزيرة العربية" قد لا يتورعون في فعل ذلك تماشيا مع مصلحة مصر التي غضبت على القذافي لأنه طرد لها العمال من ليبيا، تماما مثلما غضبت على صدام عندما طرد لها مليون عامل من العراق بسبب مواقفها ضده! والسؤال المحير الذي يطرح دائما هو: إلى متى تبقى الجزائر عضوا في هذه الجامعة العربية التي هي ملحقة بائسة بوزارة الخارجية المصرية؟! لماذا لم تتدخل الجامعة العربية في جنوب السودان عندما كان السودان يواجه حركة الانفصال الوطني للجنوب؟! ولماذا لم تتدخل الجامعة العربية في اليمن اليوم والذي تمزقه الحرب الأهلية والمظاهرات؟! ولماذا لم تتدخل الجامعة العربية في الشأن السعودي.. وتتدخل فقط في ليبيا؟! أغلب الظن أن جامعة الدول العربية تستخدم عمرو موسى كآلة التاكسي فون عندما تضع به السعودية النقود يسمع رنين الجامعة العربية!؟