قرر وزير التربية إعادة النظر في مواقيت العمل والحجم الساعي بالمؤسسات التربوية بداية من الدخول المدرسي المقبل، واستدعى نقابات القطاع لاجتماع ليوم غد الأحد، قصد استشارتها تزامنا والتقارير التي رفعتها هذه الأخيرة، ضد كثافة البرامج والضغط الممارس على التلاميذ والأساتذة وكشف المسؤول الاول للقطاع عن عزمه كذلك إعادة النظر في طريقة تكوين المدرسين الذين سيشرفون مستقبلا على تأطير التلاميذ، عبر خلق مؤسسة مختصة بدلا من المدارس العليا والجامعات التي حملت مسؤولية تراجع مستوى الأساتذة وانحطاطه، ما عاد سلبا على المتمدرسين ونتائجهم المدرسية. كشفت مصادر مطلعة ل”الفجر” أن وزارة التربية تحضر لإدخال تغييرات وتعديلات في الوتائر المدرسية والحجم الساعي ومواقيت العمل، حيث ستناقش هذه القضايا بداية من غد مع الشركاء الاجتماعيين، وتطلعهم على فحوى نتائج الندوات واللقاءات الجهوية التي نظمتها الوصاية خلال الأيام الماضية، بعد أن حاولت استقصاء آراء المختصين ومسؤولي مختلف جهات الوطن حول المشاكل التي تعترض القطاع منطقة بمنطقة، وبلورتها في شكل مشروع يضم أهم المقترحات وعرضها على النقابات المستقلة لمناقشتها. “الكناباست”.. حان الوقت للحد من كثافة البرامج وحشو الدروس وثمن المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عمراوي مسعود، الإجراء، الذي يأمل أن يكون بوابة لحل المشاكل التي تواجه الأساتذة والتلاميذ، لاسيما ما تعلق بولايات الجنوب، حيث لا يتناسب الحجم الساعي والمواقيت المدرسية مع المناخ السائد في هذه المناطق، مؤكدا على ضرورة إعادة النظر في تواريخ الامتحانات الرسمية عبر مراعاة هذه العوامل، مع إدخال تغيير في مواقيت الدخول المدرسي وانطلاق الموسم الدراسي بهذه الولايات. وأشار المتحدث كذلك إلى الحجم الساعي المكثف في مختلف الأطوار خصوصا الابتدائي الذي يعاني منه التلاميذ والأساتذة على حد سواء، في ظل كثافة البرامج، الذي انجر عنه تأخر في الدروس، واللجوء إلى استصدار قرارات ارتجالية لاستغلال العطل القانونية وراحة يومي الثلاثاء والسبت. من جانبه، عبر المكلف بالاعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني”الكناباست”، بوديبة مسعود، عن ارتياحه لتحرك الوزارة لإعادة النظر في الوتائر المدرسية قبل بداية الدخول المدرسي المقبل، قصد إعادة النظر في النقائص الموجودة حاليا التي تسببت في حشو الدروس، والتي انجر عنه ضغط على التلاميذ وتراجع قدرة استيعابهم للدروس، ما جعلهم يلجؤون إلى الغش لرفع علامتهم، مؤكدا على ضرورة الاستعانة بخبراء ومختصين في الميدان لتفادي الوقوع مجددا في تصورات غير ناجعة. وأضاف بوديبة أن “الكناباست” أعد مقترحات عديدة في كيفية توزيع مواقيت العمل والحجم الساعي، حيث سيتم إعادة طرحها على الوصاية على غرار مقترح يخص طريقة الدراسة بالمؤسسات للتربوية، والمتمثل في العمل بطريقة الدوام الواحد، أي من الثامنة صباحا إلى غاية الثانية زوالا، لتمكين التلاميذ من أخذ قسط من الراحة ومراجعة دروسهم، واستيعاب الدروس أكثر، باعتبار أن الفترة الصباحية تساعد على ذلك. “الانباف”.. الجامعات تخرج منها أساتذة فاشلون رغم مؤهلاتهم العلمية وعلى صعيد آخر، وحسب تصريحات أبو بكر بن بوزيد خلال الزيارة التي قادته إلى ولاية تبسة، أول أمس، فإن قطاع التربية سيتكفل من الآن إلى غاية 2014 بتكوين المدرسين الذين سيؤطرون مختلف أطوار التعليم، مضيفا أن هذا التكوين هو استجابة للاحتياجات الفعلية للقطاع عبر خلق “مؤسسات متخصصة”، يرتقب إنشاؤها لهذا الغرض بعدد من الولايات، بعد أن كانت هذه المهمة من أولويات المدارس العليا للأساتذة المفتوحة عبر مختلف مناطق الوطن. وقد استعجل ممثل “الانباف”، عمراوي مسعود، خلق هذه المؤسسات، قصد العودة لما كان معمول به قبل 10 سنوات مضت، حيث كان المؤطر في قطاع التربية يكون في مدارس خاصة، عوضا عن المؤسسات الجامعية والمدارس العليا التي تسببت في تراجع مستوى التلاميذ، بالنظر إلى أن المتخرجين الجدد رغم مؤهلاتهم العلمية يفتقرون للطرق والوسائل البيداغوجية التي تمكن من فهم خصوصيات التلاميذ وتساعد على تلقين أفضل للدروس، ما تسبب في الكوارث التي تعرفها نتائج المتمدرسين خلال هذه السنوات الأخيرة، في ظل إدراج إصلاحات ومناهج جديدة، لم يتمكن حتى الأستاذ من الاندماج فيها.