تسبّبت أشغال إنجاز ترامواي الجزائر في شطره الأخير، بحي ديار الخمسة، التابع لبلدية المحمدية شرق الجزائر العاصمة، في جملة من المشاكل أثرت سلبا على كامل المدينة وأزالت النسيج الحضاري الذي كان يتميز به الحي دون غيره من الأحياء العاصمية، ما حوّل من المشروع الذي أتى ليغير خارطة النقل بالعاصمة إلى نقمة حقيقية، سيطول أمدها طالما أن الأشغال تسير بسرعة السلحفاة. نزلت “الفجر” إلى الشارع المذكور لترصد أوضاع المكان عن قرب، لكن بعيدا عن كل ما قيل ويقال عن أشغال التراموي، وأنه السبب الرئيسي في كل ما يتكبّده حي ديار الخمسة الهادئ، فإن السكان ينتظرون بشغف انتهاء الأشغال التي نكّدت يومياتهم، بعد أن تحوّل من مشروع محدد بفترة زمنية معينة إلى كابوس ينام ويستفيق على وقعه سكان الحي. ويقول بعض الأشخاص ممن التقيناهم في عين المكان، إن الحي، الذي لم يكن يشكو من الاكتظاظ، بات أهم نقطة سوداء في العاصمة، لاأ أشغال الترامواي التي خرقت كل المواعيد المحددة، ضيّقت كل طرقات وأغلقت بعضها، حيث إن 65 بالمئة من مساحة الطريق الرئيسي استغلتها الشركة الحالية، ما جعل الانسداد سيّد الموقف”. ويجمع من التقيناهم أن المرور بحي ديار الخمسة بات يستغرق لوحده ساعة كاملة. وطرح بعض السكان كانوا في انتظار حافلة تقلهم إلى وجهاتهم، مشكل إلغاء الموقف المؤدي إلى البلديات الشرقية، باعتبار أن الأشغال أخذت مساحة المكان، ما يحول دون توقف الحافلات، الأمر الذي سبب مشكلا كبيرا لدى سكان المنطقة الذين يجدون أنفسهم مجبرين على التوجه لحي لراديوز، ثم العودة سيرا على الأقدام لمساكنهم، وهو الأمر الذي رفضه السكان جملة وتفصيلا رغم تطبيقه لمدة أسابيع. وفي سياق متصل، اشتكى السكان وبالخصوص ربّات البيوت من الأصوات المزعجة التي تصدرها الآليات التي لا تكن ولا تهدأ على مدار ال 24 ساعة، مضيفين بتهكم أنه رغم كل ذلك الإزعاج إلا أن المشروع لم ير النور لحد الساعة، حيث إن الأصوات حرمتهم من النوم والسكينة التي أضحتا عملتين نادرتين يصعب الحصول عليهما. وأضافت بعض النسوة أن مشكل الغبار والأتربة يستحق التطرق إليه أيضا، والحديث عنه بإسهاب، باعتباره أصبح لا يفارقهن، لأنه صعّب من أعمالهن اليومية، التي تحول بفعل طول مدة الأشغال إلى نقمة عليهن. وفي غضون ذلك، فالحي بات يعيش في فوضى كبيرة، أفقدته كل ملامحه الحضارية التي كانت تميّزه دون غيره من الأحياء، وهو ما لن ينتهي حاليا، لأن مشروع “الترام” لم تتحدد معالمه في هذه النقطة بذات، علما أنها آخر شطر من مشروع ترامواي الجزائر، ما يجبر السكان على تحمّل الانتظار لمدة أطول.