تعيش مدينة عنابة على وقع اللقاء المغاربي بين الخضر واسود الأطلس، فقبل 24 ساعة عن الموعد الهام، تشهد المدينة أجواء احتفالية رائعة، بالنظر للصور التي يصنعها أنصار الخضر عبر كامل أحياء المدينة، ليس فقط من سكان مدينة عنابة بل من قبل كل القادمين من مختلف ولايات القطر لهدف واحد وهو مناصرة التشكيلة الوطنية.. بونة تتزين بالألوان الوطنية.. والجمهور العنابي يريد رد الاعتبار لنفسه “بونة” المضيافة التي ستحتضن غدا أحد أكبر الداربيات على المستوى المغاربي بين المنتخب الجزائري ونظيره المغربي، ورغم النتائج السلبية التي سجلها المنتخب الوطني في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 بعد تعادل على أرضه أمام تانزانيا في عهد المدرب السابق رابح سعدان وخسارة قاسية أمام إفريقيا الوسطى مع المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة، إلا أن ذلك لم يمنع عشاق المنتخب الجزائري من التعبير عن حبهم الكبير وتعلقهم بمنتخب بلادهم. وهو الأمر الذي وقفنا عليه منذ التحاقنا بعنابة، وتفسره تلك الرايات العملاقة التي وضعها الجمهور العنابي على العمارات في وسط المدينة، والتي تزين واجهات مساكن ومحلات الساحة الشهيرة “الكور” وفي كل الأحياء المجاورة. وهو دليل قاطع على المساندة الكبيرة التي سيلقاها رفقاء المتألق رفيق جبور غدا الأحد بملعب 19 ماي، والتي من المرتقب أن تسجل حضورا قياسيا لأنصار المنتخب الجزائري الذين تنقلوا إلى بونة قادمين من مختلف ولايات الوطن ويصنعون أجواء احتفالية كبيرة. حفلات في الهواء الطلق.. والقيادة للجنة أنصار اتحاد عنابة ما زاد في روعة الأجواء الحماسية التي يعيشها الشارع العنابي منذ عدة أيام، هي تلك الحفلات التي تنظمها لجنة أنصار فريق اتحاد عنابة عبر كامل الأحياء الشعبية للمدينة، ومنذ أيام الهدف منها توعية أنصار المنتخب الوطني قصد تقديم الدعم اللازم لرفقاء عنتر يحيى في مقابلة غد، لاسيما وأنهم يعولون كثيرا على أنصارهم الذين يحضرون للاحتفال قبل وأثناء وفي نهاية اللقاء. فعلى حد تعبير إحدى السيدات العنابيات، فإن الجميع مستعد للاحتفال والخروج إلى الشارع إذا ما فاز “الخضر” الذين اشتاقت لهم عنابة كثيرا. الجمهور العنابي يريد طي نكسة بيع التذاكر يبدو أن الأحداث المؤسفة التي حدثت قبل يومين أثناء عملية بيع التذاكر والتي خلفت حوالي 47 مصابا، أثرت كثيرا في الجمهور العنابي الذي صنع صورا جميلة صبيحة أول أمس عند استقباله الكثير من أنصار المنتخب الجزائري بوسط المدينة، يمثلون الفرق الجزائرية كشباب قسنطينة واتحاد الحراش ومولودية الجزائر وشباب بلوزداد وغيرهم من الحاملين لألوان نواديهم التي اختلطت فيما بينها وشكلت فسيفساء تظهر العلاقة الطيبة التي تربط كل الجزائريين. وما زاد من جمال المنظر، هو تلك الصور التي التقطها الكثير من أنصار الفرق الجزائرية مع بعضهم البعض ومن مختلف شرائح المجتمع. الكل متفق على أن الراية الوحيدة التي ستحلق عاليا هي العلم الوطني الذي سيرفرف في ملعب 19 ماي. مناصرون من عنابة “المتسببون في الأحداث ليسوا منا” قال الكثير من أنصار المنتخب الوطني بمدينة عنابة ل”الفجر” إنهم لم يتقبلوا تلك الأعمال المشينة التي أقدم عليها بعض الأشخاص الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، وليست لهم علاقة مع الجمهور الرياضي العنابي لا من قريب ولا من بعيد. وحسب التصريحات الكثيرة لمحدثينا فإن الواقعة وصمة عار ستبقى في جبين من اقترف تلك الأفعال غير المقبولة إطلاقا على هذا المستوى، لأن الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني والجزائري والألوان الوطنية التي يسقط من أجلها كل شيء ولا مجال لتصفية الحسابات، على حد تعبير “مراد. س”. كما أشار السعيد عربات، إطار بمؤسسة “باتي جاك” بعنابة، أن مثل هذه التصرفات وراءها عدد من المنحرفين وهم لا يمثلون إلا أنفسهم كمجرمين فقط، وسترون الجمهور العنابي وكل الجزائريين يشجعون منتخبهم الوطني بحماس غدا. وفيما يخص الأحاديث التي تدور بين متتبعي الكرة الجزائرية والتي مفادها أن الجمهور العنابي متهور ومتعصب نوعا ما وسيقوم بفوضى كبيرة في حالة عدم تحقيق نتيجة إيجابية غدا، أكد لنا العديد من العنابيين أنهم ليسوا “تاع مشاكل” وسيساندون فريقهم الوطني حتى آخر دقيقة من المقابلة في أي حال من الأحوال. معتبرين أن تلك الإشاعات يزرعها بعض الانتهازيين الذين يريدون استغلال الوضع الحالي للوطن العربي لإشعال فتيل النار من مدينة عنابة، لكننا بإذن الله، يضيفون، سنكون لهم بالمرصاد ونقف في وجه الذين يصطادون في المياه العكرة. المتجول عبر شوارع المدينة، يلاحظ هذه الطاولات المنصوبة لبيع كل المنتوجات المتعلقة بالخضر من قمصان وأعلام بمختلف أحجامها وصور اللاعبين، خاصة على طول “ممر الثورة”، والتي لم يتخلف أنصار الخضر في اقتنائها بأعداد كبيرة تحسبا لموعد غد. حتى أن البعض فضل تغطية سيارته بالعلم الوطني ليتجول بها عبر أرجاء المدينة، تعبيرا عن تعلقه بالمنتخب الوطني. 15 شاشة عملاقة بمختلف أحياء مدينة عنابة لمشاهدة لقاء الغد سيتم نصب حوالي 15 شاشة عملاقة بعنابة لتمكين سكان المدينة من متابعة مباراة الجزائر المغرب غدا، حسبما علم أمس من مديرية الشباب والرياضة لولاية عنابة. وتم إقرار هذا الإجراء من طرف السلطات المحلية وسيمس على سبيل المثال أحياء 11 ديسمبر و”أوزاس” وديدوش مراد، لتمكين الجمهور العريض من متابعة الداربي المغاربي جماعيا وفي أجواء حماسية، أضاف ذات المصدر. وسيتم نصب شاشات عملاقة أخرى أيضا ببلديات ولاية عنابة كسيدي عمار والحجار وعين الباردة، قال مصدر مسؤول في مديرية الشباب والرياضة. من جهة أخرى، يواصل أنصار المنتخب الوطني تحضير أنفسهم تحسبا لمقابلة منتخب “أسود الأطلس”، حيث يتهافت الأنصار على اقتناء الأقمصة وكل لوازم التشجيع المزينة بالألوان الوطنية. مبعوث “الفجر: إلى عنابة: خالد شروانة