· فالكل كان ينادي بحياة سعدان وصايفي مسجل الهدف، ناهيك عن الشعار المعتاد للخضر ''وان تو ثري فيفا لالجيري''· وقد أرجعت هذه الصور ذكريات جميلة جدا في ذهن الجزائريين بعودة جيل 82 إلى الواجهة بلاعبين في المستوى أمثال زياني، بوفرة، بلحاج، غزال ومغني ليبقى الشيء الأكيد ذكره أن الجزائر عاشت بمختلف جهاتها وسط، غرب، شرق، جنوب أجواء احتفالية تواصلت حتى الساعات الأولى من نهار أمس· إلى ذلك فقد سمحت لنا الفرصة أن نجوب شوارع العاصمة التي عاشت ليلة بيضاء، وذلك بداية من بئر مراد رايس ثم المدنية إلى غاية ساحة أول ماي، فهناك التقينا شبابا من مختلف الأعمار، أعربوا لنا عن فرحتهم العارمة بهذا الفوز، مؤكدين بأن طريق الوصول للمونديال في منعرجاته الأخيرة، وما على الخضر سوى التأكيد أمام روندا لترسيم هذا الحلم الذي طالما راود الجزائريين، الذين افتقدوا معايشة مثل هذه اللحظات منذ سنوات السبعينيات والثمانينيات، فلم يجد هؤلاء سوى التعبير عن ذلك بإنشاء حلقات شكّلتها دراجاتهم النارية مزينين المكان بالرايات الوطنية وأضواء الألعاب النارية، ثم الانطلاق بعدها نحو شوارع أخرى· محمد·م الجمهور الرياضي الجزائري يستجيب لنداء الفاف وكان رياضيا عبّرت الجماهير الغفيرة التي تنقلت إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة من أجل متابعة مباراة الخضر ضد المنتخب الزامبي عن فرحتها بطريقة مغايرة تماما عن تلك التي كانت تتسم بها من قبل، حيث تفادى أنصار المنتخب الوطني إشعال الألعاب النارية في المدرجات وهذا تلبية لنداء الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم التي ناشدت الجميع بضرورة التصرف بشكل لائق وعدم رشق الأرضية بالفيميجان وغيرها من الأمور التي قد تضر بالخضر خلال مشوارهم في التصفيات المزدوجة والمؤهلة لكأس أمم إفريقيا وكأس العالم· وقد جاء هذا الانضباط الجماهيري بعد أن راسلت الفيفا الفاف من قبل محذّرة من مغبة أن يتم رشق الميدان بأي شيء، حيث ستكون العواقب وخيمة وقد تصل الى حد إقصاء منتخبنا الوطني من هذين المنافستين· ووجدت نداءات الفاف المتكررة آذانا صاغية من طرف محبي الخضر الذين كانوا مثالا في التشجيع ومساندة عناصر التشكيلة الوطنية طيلة التسعين دقيقة للمباراة التي نشطها زملاء صايفي ضد تماسيح زامبيا، سهرة أول أمس· وأهم ما ميز تلك المباراة كما لم تشهد المباراة أي مشاحنات أو اعتداءات بين الجماهير، حيث نسجت فيما بينها خيوط التواصل والتآزر تحت شعار واحد وهو ''وان تو ثري فيفا لالجيري''· البليدة اكتست بالألوان الوطنية وأجواء رياضية خاصة في شوارعها الداخل إلى ولاية البليدة وبالتحديد في وسط المدينة لاحظ جليا الأجواء التي اتسمت بها شوارعها قبل بداية المباراة، فالجماهير المتوافدة على المدينة جعلت الحركة فيها كثيفة إلى درجة صعبت على السائقين السير في الطرقات، خاصة وأن جل الوافدين من خارج البليدة تنقلوا من مختلف ولايات الوطن لمتابعة لقاء المنتخب الوطني ومساندته· مدينة الورود لم تكتسي حلّتها المعهودة هذه المرة فقط، بل اتسمت بالألوان الوطنية وهي الأبيض والأحمر والأخضر والتي دلت على موعد كروي هام يتعلق بالمنتخب الوطني الأول، حيث فتحت أبواب الميدان أمام الجماهير الرياضية عند الرابعة مساء قصد تخفيف الضغط عن المدينة ولتوفير المكان المناسب للأنصار لينتظروا إلى حين انطلاق المواجهة· وأبرز ما تجلى خلال موعد الإفطار هو التآزر والتعاون المعروفة به الجماهير الجزائرية، إذ تكونت العديد من الجماعات وموائد الإفطار بعد آذان المغرب من أجل تناول بعض الوجبات، فمنهم من قام بنقل طعامه من المنزل مباشرة، ومنهم من فضّل أن يقتني ما يسد به رمقه في الطريق وخلال السفر· توفيق·و ليل قسنطينةيتحوّل إلى نهار شهدت عاصمة الشرق أجواء احتفالية مميزة بعد نهاية اللقاء الكروي بين الفريق الوطني الجزائري ونظيره الزامبي، حيث تنقل آلاف الأنصار من مختلف بلديات الولاية ال12 ليجتمعوا في ساحة لابريش مرددين هتافات تشيد بالإنجاز الكبير الذي حققه الخضر· وكانت الأجواء، سهرة أول أمس، وإلى غاية الساعات الأولى من صباح أمس مميزة بعد الفوز الرائع الذي حققه رفقاء صايفي أمام المنتخب الزامبي، حيث وبعد إعلان الحكم عن نهاية المقابلة، خرج أنصار المنتخب الوطني إلى شوارع وسط المدينة معبرين عن فرحتهم الكبيرة باقتراب تأهل الفريق الى المونديال· خالد·ش الفالميون يقضون ليلة بيضاء ويصنعون الفرجة عاش سكان ولاية فالمة إلى ساعة متأخرة من صباح أمس أجواء احتفالية كبيرة، معبرين عن فرحتهم الكبيرة بالفوز الذي حققه المنتخب الجزائري على نظيره الزامبي· وخرج المئات بالأعلام الوطنية هاتفين بحياة الجزائر طالقين العنان لمنبهات السيارات والرقص على أنغام الديسك جوكي، المحتفلون تجمعوا بالشوارع الرئيسية حيث شكّلوا ديكورا رائعا، وحتى النسوة والفتيات لم يبخلن بالزغاريد من على شرفات العمارات التي تعطي لنشوة الانتصار وأجواء الاحتفال طعما وذوقا مميزا· هذه الليلة البيضاء عاشها كذلك سكان الناحية الغربية للمدينة خاصة حي بن شغيب الشعبي إذ لفت انتباهنا مناصرا من نوع خاص مجنون بحب الخضر وهو عمروشي رابح الذي وجدناه يرقص على أنغام الديسك جوكي رفقة ابنه مهدي· مرابط مسعود ليلة مجنونة في بونة فرح، رقص، غناء، السيارات أطلقت العنان لأضوائها وأبواقها والمحلات بمختلف نشاطاتها تحوّلت إلى ''ديسكو'' له رخصة بث أغاني المنتخب الوطني عبر مكبر الصوت، اختراقات أمام مرأى الشرطة لقوانين المرور ووصل الأمر لغلق طريق الكورنيش·· هذه عينة عمّا أحدثه العنانبة احتفالا بفوز الخضر واقترابهم أكثر من غيرهم للعودة إلى المونديال بعد ربع قرن من الغياب· شاب يطلب من المصلين الدعاء للخضر وساد التخوف قبل المباراة لدرجة أنه بأحد مساجد حي الصفصاف وبينما كان المصلون في خشوع تام ينتظرون تكبيرة الإمام لبداية صلاة التراوح لم يتمكّن أحد الشباب المولعين بالكرة من ضبط نفسه وراح يطلب بأعلى صوته من كل المصلين بأن يدعو بفوز المنتخب الجزائري لأنه -كما قال- دعوة الصائمين مستجابة ومن حق الجزائر علينا أن نساعدها بالدعاء· والمؤكد أن أغلبية المصلين إن لم نقل كلهم قد استجابوا لطلبه، وقد شكّلت هذه الخرجة الحدث عند المصلين الذين هرولوا مسرعين لبيوتهم لمتابعة اللقاء·· العنانبة لم يصبروا واحتفلوا قبل اللقاء وفي الوقت الذي كان فيه البعض يؤدي صلاة التراويح، فإن ''غير المصلين'' لم يصبروا وشرعوا في الاحتفالات حتى قبل اللقاء، فعديد مواكب السيارات المزينة بالرايات الوطنية جابت مختلف الأحياء وكانت ساحة الثورة ''الكور'' والكورنيش ''البولفار'' مزدحمة بالمحتفلين وفي رمشة عين تحوّل الصخب إلى هدوء تام بعد بداية المباراة···· في رمضان لعبنا مونديالين وببركته سنعود وبرّر العنانبة تفاؤلهم بأن شهر رمضان هو شهر خير وبركته لا تنقطع وتمتد حتى للجانب الكروي ودليلهم في ذلك هو أن الجزائر عندما لعبت مونديالي 82 و86 كان لها ذلك في رمضان، وعليه فعودتها للنخبة العالمية ستكون في هذا الشهر الفضيل··· فمن قال إن الجمهور العنابي خاصة والجزائري عامة ما يعرفش بالون···؟ الاحتفالات الأولى من الميناء مباشرة بعد صافرة النهاية كانت البواخر الراسية بميناء عنابة أول من أطلقت أبواق الفرحة ومنها أيضا انطلقت الشرارة الأولى للألعاب النارية، وما أكثرها، وهو ما حفّز الكثير على الخروج والتمتع بهذا الانتصار التاريخي والذي كشف مدى تعلق الجزائريين بوطنهم خاصة وأن أفراحهم الكروية قبل هذا المنتخب كانت قليلة جدا جدا· باسم زغدي وفاة مناصرين بالوادي وخنشلة 21 مصابا بينهم 10 في حالة خطيرة في اعتداءات على مناصري الخضر أدت المشادات التي جرت بعد نهاية المباراة في مدينة البليدة إلى إصابة عشرة أشخاص بجروح خطيرة على مستويات مختلفة، بعد الاعتداءات التي تعرض لها العائدون إلى العاصمة من ملعب مصطفى تشاكر وتحديدا في مدينة أولاد يعيش، حيث خلفت الاعتداءات بالسيوف والأسلحة البيضاء حوالي 21 مصابا بعد نهاية المواجهة من بينهم 10 وصفت حالتهم بالخطيرة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية· وكان العديد من الشباب القاطنين في مدينة أولاد يعيش قد جردوا العشرات من العائدين من ملعب مصطفى تشاكر إلى العاصمة من هواتفهم النقالة وكسروا زجاج سياراتهم استنادا لما ذكره القادمون من هناك· من جهة أخرى تحولت الفرحة بفوز المنتخب الوطني إلى مأتم ليلة أمس الأول ببلدية قمار بالوادي، بحيث لم يكن الشاب حسن زبدي البالغ من العمر 19 سنة، يعلم أن خروجه للاحتفال فرحا بالمنتخب الوطني ستكون آخر لحظات حياته، وذلك عقب الصدمة العنيفة التي تلقاها من شاحنة مقطورة كانت تسير وسط مدينة قمار بالقرب من مقبرة الشهداء بعد دقائق فقط من انتهاء لقاء الجزائر زامبيا بفوز المنتخب الوطني· واستنادا إلى تصريحات جيران الضحية ل''الفجر''، فإنه وبعد إعلان الحكم نهاية اللقاء بدأت الاحتفالات وسط المدينة بالساحة الخضراء حيث كان آلاف الأنصار مجتمعين لمشاهدة اللقاء· وعند توجهه إلى إحدى الشاحنات للركوب والبداية في جولة وسط المدينة، فاجأته شاحنة مقطورة كانت متجهة إلى ولاية بسكرة وصدمته، لينقل مباشرة إلى المستشفى المركزي بالوادي، ولم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياته، خاصة أن الإصابة الكبيرة على مستوى الجمجمة· وبخنشلة لقي مناصر في 22 من عمره حتفه، فيما يتواجد صديقه في حالة حرجة بمستشفى الولاية· وحسب ما علمناه، ففي غمرة الفرح صعد الشابان إلى مؤخرة شاحنة بمقطورتين دون أن ينتبه إليهما سائقها قبل أن يسقطا وتدهسهما الشاحنة بمنطقة الزيزة ببلدية المحمل، ليتوفى أحدهما في عين المكان وينقل الثاني على جناح السرعة إلى المستشفى