من خلال تواجدنا بمدية عنابة خلال الأسبوع الذي يسبق الداربي المغاربي، لاحظنا أن كل شبر من مدينة عنابة يتنفس المنتخب الوطني هكذا قالها أحد المناصرين الأوفياء ل"الخضر" عند جولة "الخبر الرياضي" في شوارع المدينة التي بدت جاهزة لاحتضان العرس المغاربي الكبير بعد أكثر من سبع سنوات من الغياب بسبب مهزلة الغابون، أين تزينت كل أزقة الولاية بالألوان الخضراء، البيضاء، الحمراء استعدادا لما سيفعله بن شيخة وأشباله يوم 27 مارس. الأعلام الوطنية عادت إلى الواجهة مواجهة المغرب بعنابة يعتبرها سكان المدينة حدثا تاريخيا لابد من معايشته كما ينبغي، أين عادت الأعلام الوطنية إلى الواجهة بعد غياب طويل وبالأحرى عقب الخروج المخزي من نهائيات كأس العالم، أين تزينت الشرفات والمنازل بالألوان الثلاث إيذانا بفوز منتظر لأشبال بن شيخة سهرة الأحد القادم، في حين فضل البعض الآخر تعليق الرايات على سياراتهم مع جولات متكررة إلى الكورنيش العنابي تحت ذكريات ما حدث في الموسمين الماضيين بانجازات أنست الجميع العشرية السوداء التي عانت منها الجزائر. الصور العملاقة في كل زاوية كما تزينت العمارات والبنايات الكبيرة في عنابة بالصور العملاقة للعناصر الوطنية التي تحمل صور اللاعبين الحاليين خصوصا صانعي ملحمة أم درمان التاريخية بمعية المدرب بن شيخة الذي يحمل أمل كل عشاق الجزائريين في تحقيق التأهل نحو الدور القادم وقهر المغاربة بالنتيجة والأداء، ولعل أبرز الصور العملاقة تلك التي وضعت على النفق الموجود في وسط المدينة الذي أصبح نقطة يلتقي فيها الأنصار من أجل الاحتفال وأخذ صور تذكارية بجانبها. الجنس اللطيف وفي ل"الخضر" ولم يتخلف العنصر النسوي عن الحضور في الأماكن العامة التي تشهد وضع "الديسك جوكي"، أين قمن برقصات ابتهاجا بعودة المنتخب الوطني للعب في عنابة وراح البعض منهن إلى ابعد من هذا، أين أكدن حضورهن يوم المواجهة كما فعلنه في ملعب العقيد شابو في الحصة التدريبية الأولى لدفع عنتر يحي والبقية لتحقيق الفوز الذي طال انتظاره مند الفوز على كوت ديفوار وعليه فإن الأحد القادم سيشهد حتما حضور الجنس اللطيف إلى مدرجات19 ماي مادامت القضية تتعلق بالجزائر ومصيرها في التصفيات. التجار أكثر المستفيدين من موعد المغرب وبدون شك أن التجار هم الأكثر استفادة من موعد27 مارس، أين وضعوا كل شيء على الطاولات من ألبسة، قبعات، أعلام صغيرة بأثمان بخسة للسماح للجميع لاقتناء الألوان الوطنية وقت المواجهة، وما يلاحظ على الأشياء المعروضة إنها تحمل صور العناصر الجديدة كمجاني، بوزيد، جابو مما يعطي أكثر من انطباع أن التجار ينتظرون هذا الموعد باهتمام وما أنجزوه مخصص لهذا الموعد ولم يكن تابعا للمناسبات السابقة وجاءتهم الفرصة للاستفادة مما لم يستفيدوا منه طيلة موسم كامل. حتى التذاكر دخلت السوق ولم يكن يخطر ببال أحد هو عرض التذاكر على الطاولات رفقة المعروضات الأخرى بأثمان باهظة وصلت إلى 4000 دينار لن يجد على أثرها القادمون من الولايات الأخرى سوى اقتناءها عوض العودة إلى الطريق التي جاؤوا منها، وبالتالي حدث ما كان متوقعا بدخول التذاكر إلى السوق السوداء وبكميات هائلة تؤكد أن عملية بيع التذاكر فيها"إن" مادام الكثير ممن اقتنى ثلاث تذاكر والآخر اقتنى أكثر من العدد المسموح به قانونا. الشيوخ تذكروا عيد الاستقلال ولم يتغيب الشيوخ عن مواقع احتفال الشبان بموعد المغرب، أين بدوا متأثرين بما يدور حولهم وجعل الكثير منهم يتحدث عن ما حدث يوم5 جويلية من عام62 من خلال الهتافات المتواصلة التي تتغنى بحياة الجزائر وجمع أحد الحاضرين في موقع الاحتفالات أن كل الأمور متشابهة ولم يتغير أي شيء سوى الديكور فقط وتبقى تمنيات الجميع بتحقيق الفوز على المغرب لأنه الوحيد من يعيد البسمة للجمهور العنابي، خاصة والجزائري عامة والفرحة التي لا بد أن تبقى دائما لنسيان سنوات الدم التي عاشتها البلاد في التسعينيات. الوالي أصدر تعليمات لتعميم الأفراح كما قام والي الولاية السيد الغازي بإصدار تعليمات خاصة لنشر الفرحة في جميع الأحياء بوضع "الديسك جوكي " لدفع الجميع إلى معايشة الأجواء إلى ساعة متأخرة، كما حدث في ساحة الثورة أمام المسرح الجهوي التي تكتظ عن آخرها يوميا بالأنصار الذين دخلوا في جو المباراة قبل أسبوع، أنست الشارع العنابي هموم المعيشة والاحتجاجات المتكررة على السكن،العمل، على أن تكون العناصر الوطنية في الموعد أمام أسود الأطلس وإجبارهم على ترك النقاط الثلاث لتكون أجمل هدية تقدم لعشاق المنتخب في هاته الأيام المشحونة. 50 ألف علم سيسلم عبر لجان الأحياء ومن المنتظر أن تشرع اليوم بلدية عنابة في تسليم أكثر من50 ألف علم صغير للأنصار في مختلف أنحاء الولاية عن طريق لجان الأحياء التي تتكفل بتوزيعها بطريقة منظمة، في حين القبعات ستسلم عند الدخول إلى الملعب عند مرور الأنصار عبر الأبواب من قبل عمال الملعب، وعليه فإن الألوان الثلاث ستكون حاضرة بقوة في مدرجات19 ماي بالنظر إلى الكميات الهائلة من الأعلام المقدمة للأنصار مع الأعلام العملاقة التي تم انجازها من قبل الكثير من المناصرين خاصة في أحياء سيدي سالم، بوخضرة، البوني.