قالت وكالة رويترز للأنباء إن آلاف المشيعين للقتلى الذين سقطوا خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة برصاص النظام السوري، قاموا في قرية طفس السورية قرب درعا بإحراق مبنى لحزب البعث الحاكم في سوريا ومركزا للشرطة ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن ثلاثة من الشبان المحتجين صعدوا إلى ما تبقى من تمثال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي حطمه المحتجون أمس الجمعة، ورفعوا قطعة من الورق المقوى كتب عليها شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”. و كدت الوكالة أن المئات من المحتجين تجمعوا أمس السبت في ميدان رئيسي بمدينة درعا السورية وهم يطالبون بالحرية. وعلى الصعيد الدولي حذرت نافي بيلاي، المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة سوريا من مغبة الدخول في دوامة العنف من جراء القمع العنيف للتظاهرات، ودعت إلى استخلاص العبر مما جرى في الدول العربية الأخرى. وأعلنت المفوضة في بيان أن “الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تدل بوضوح على أن القمع العنيف للتظاهرات السلمية لا يستجيب لتطلعات الشعب الذي يخرج إلى الشوارع، كما أنه قد يتسبب في دوامة من الغضب والعنف والقتل والفوضى. وأضافت أن “الشعب السوري لا يختلف عن بقية شعوب المنطقة، إنه يريد أن يتمتع بالحقوق الانسانية الأساسية التي حرم منها منذ زمن طويل”. وشددت بيلاي على أن اللجوء إلى القوة في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين قد فشلت في احتواء الاستياء الشعبي، ولم ينتج عنها سوى الإحباط والغضب الذي تحول بعدها إلى غليان. وأوضحت أنه عندما تبدأ هذه الدوامة من الصعب جدا إنجاز ما كان ممكنا قبل ذلك، أي ضمان الحقوق المشروعة في التعبير والتجمع السلمي والإصغاء والعمل على تسوية المشاكل الحقيقية. ونوهت مفوضة حقوق الإنسان بإعلان الحكومة السورية الخميس سلسلة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية، لكنها شددت على أن الأفعال أبلغ بكثير من الأقوال. وخلصت إلى القول إن الإعلان عن جملة من الإصلاحات التي طالما كانت مرتقبة والمرحب بها، ومن ثم إطلاق النار على المتظاهرين في اليوم التالي، يرسل إشارات متناقضة تماما وينسف الثقة بشكل خطير.