عاشت مدينة اللاذقية، أمس، ساعات دامية بعد إقدام عناصر الشرطة والشرطة العسكرية، حسب شهود عيان، على إطلاق الرصاص عشوائيا على المواطنين الذين خرجوا في مسيرة لم تصاحبها أية أعمال عنف. والنتيجة، حسب شاهد عيان، سقوط أربعة قتلى في مكان واحد. وكان من نتائج هذا التصعيد الأمني أن أقدم المحتجون، حسب برقيات لوكالات أنباء، على حرق مقر لحزب البعث العربي الاشتراكي بهذه المدينة، كما أحرق مقر آخر للحزب بقرية طفس القريبة من درعا التي شهدت، أمس السبت، مسيرات نظمها مشيعو جنازة ثلاثة قتلى سقطوا في المواجهات التي شهدتها المدينة أول أمس الجمعة. في نفس هذا السياق، شيع سكان مدينة الصنمين، أمس السبت، سبعة من قتلاهم الذي سقطوا في المشادات التي دارت يوم الجمعة بين المتظاهرين وأجهزة الأمن السورية. الملاحظة التي سجلها المراقبون خلال مسيرات أمس، حسب شهود عيان، كانت تغيير المحتجين للشعارات المطالبة بالحرية وتحسين الظروف الاجتماعية وتغيير هذا المحافظ أو ذاك المسؤول الأمني، إلى المطالبة بسقوط النظام. وحسب شهادة أحد المحتجين نقلتها قناة ''سي. أن. أن'' الأمريكية، فقد تجمع المحتجون، أمس، بساحة مدينة درعا التي أسقطوا بها، قبل أيام، تمثال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في انتظار جثة امرأة قتلت في المواجهات وتتقاعس السلطة في تسليم جثتها لأهلها. وقال هذا الشاهد إن أهم ملاحظة يمكن التأريخ لها بداية من اليوم، هي أن ''الهتافات تحولت من ''الله سوريا حرية وبس'' إلى ''الشعب يريد تغيير النظام''، أما الشعارات المكتوبة، فمنها ''ظلمتني وظلمت أبي وجدي.. لا لن تظلم ابني''، و''إسلام ومسيحية.. سنّية وعلوية.. بدنا نعيش بحرية''. ونبه هذا الشاهد إلى أن مسيرات السبت كانت أصغر حجما من مسيرات الجمعة، لأن سكان المدينة يشعرون بالخوف من التعرض لهجوم عنيف. وقال إن انسحاب قوات الأمن من داخل المدينة إلى خارجها، ولد لدى الجماهير الخوف من إمكانية التعرض للقصف المدفعي، وعليه يقول الشاهد ''لم تكن المسيرات حاشدة مثل أمس''. أما بمدينة الصنمين، فقال شاهد عيان لقناة ''سي. أن. أن'' الأمريكية، إن السكان شيعوا بالآلاف سبع جثث، وهناك ثلاث جثث أخرى في برادات المستشفيات تنتظر الدفن، وبينها جثة طفل في العاشرة من العمر. وأكد أن عائلات القتلى اتجهت إلى إحدى ساحات المدينة لنصب خيم وإقامة اعتصام مفتوح، وأطلقوا على الموقع اسم ''ساحة الشهداء''. بموازاة هذا، أكدت الرابطة السورية لحقوق الإنسان، أمس، خبر إطلاق السلطات السورية سراح 260 سجين سياسي، يوجد من بينهم، حسب ذات الرابطة، ساسة أكراد وإسلاميون. وهذه خطوة اعتبرتها الرابطة بداية لتنفيذ الوعود التي أطلقتها السلطات السورية في مجال تحسين واقع الحريات، بعد اندلاع ثورة غاضبة بمدينة درعا قبل أن تعم العديد من مدن القطر السوري. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، السيد عبد الكريم ريحاوي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن معظم المفرج عنهم كانوا ممن فجروا مظاهرات مدينة درعا وبعض محافظات وناشطون بمدن أخرى، وبعضهم ينتمي للتيار الإسلامي، وآخرون متضررون من الأوضاع الاجتماعية، كما يوجد بينهم أربعة عشر ناشطا كرديا. وبعد الإعلان عن هذا القرار، عبر ريحاوي عن ''ارتياحه البالغ لدى سماعه نبأ هذا الإفراج''، لكنه دعا زيادة على ذلك السلطة الحاكمة إلى استكمال خطوتها بالإفراج الفوري والكامل وغير المشروط عن كل المعتقلين والإغلاق النهائي لملف الاعتقالات السياسية وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي والضمير.