كشف بوخرص محمد، ممثل الفدرالية الوطنية لمرضى العجز الكلوي، إلى المعاناة التي يتخبّط فيها مرضى القصور الكلوي، والنقائص التي ترافق المريض ابتداء من يوم اكتشاف الإصابة بالمرض إلى وقت قيامه بجلسات تصفية الدم، والتي تنعكس سلبا على حياتهم اليومية وخاصة بالنسبة للأطفال قال بوخرص محمد في تصريح ل”الفجر” بأن جلسات تصفية الدم أو ما يعرف ب”الدياليز” أصبحت كابوسا يرعب المرضى، خاصة صغار السن على اعتبار أنهم فئة ضعيفة وتتطلّب العناية أكثر، في ظل غياب مخطط وطني للتكفل بمرضى الكلى. وأضاف بأن أغلبية الأطفال الذين يجرون “الدياليز” لا يعيشون طويلا، وأن أغلبهم يتحولون إلى معاقين على اعتبار أن عملية تصفية الدم مرهقة للغاية، فضلا عن عدم التكفل الجيد بهم في مراكز تصفية الدم التي تحولت إلى أماكن للمتاجرة بصحة المرضى، يضيف بوخرص. في السياق ذاته، كشف المتحدث أن “الدياليز” حوّل الأطفال إلى أقزام، جراء النقص المطروح حول تزويد الصغار بهرمون النمو، وهو الهرمون الذي يساعد على نمو الأطفال بشكل عادي، ففي الوقت الذي تعجز الكلية المصابة عن إفرازه لا بد من حقنه في دم الطفل حتى بلوغه ال25سنة، زيادة على عدم تزويدهم بالأدوية الأخرى في الوقت المناسب؛ موضحا أن عملية التصفية تستدعي أخذ بعض الأدوية قبل وبعد الانتهاء منها. إلى ذلك، فالأطفال المصابين بالعجز الكلوي لا يستطيعون الالتحاق بمقاعد الدراسة يوميا، وتغيبهم المستمر بسبب المرض وحضورهم جلسات تصفية الدم بشكل دوري، مشيرا إلى أنهم يجرون ثلاث جلسات في الأسبوع، بحيث تدوم كل جلسة أربع ساعات، وعلق على ذلك قائلا “الدياليز خلّفت أطفالا أميين”، مضيفا “نفس الشيء يطرح بالنسبة للجامعيين المصابين بالفشل الكلوي وبالنسبة للموظفين الذين يضطرون في كل مرة للتغيب عن دوام عملهم بسبب جلسات التصفية”. وأخيرا قال المتحدث بأنه يمكن تفادي الوصول إلى هذه التعقيدات والتقليل من عدد الأميين والأقزام والمعاقين، بل وحتى الوفيات وسط المصابين بالعجز الكلوي المزمن، في إشارة منه إلى أن نصف من يجرون “الدياليز” يموتون بعد مدة من تلقي العلاج، عن طريق وضع برنامج وطني للتكفل بالمرضى وكذا تشجيع عمليات زرع الكلى، وتوفير التجهيزات اللازمة لذلك.