أعدت الفيدرالية الوطنية لمرضى القصور الكلوي، تقريرا وجهته إلى المفتش العام بوزارة الصحة، لفتح تحقيق في تسيير مراكز تصفية الدم، بعدما رفعت سلسلة من التجاوزات في تقرير تتوفر ''النهار'' على نسخة منه. كشف محمد بوخرص؛ الناطق الرسمي باسم الفيدرالية الوطنية لمرضى القصور الكلوي، عن عدم احترام ساعات تصفية الدم في المستشفيات العمومية والخاصة، بسبب كثرة عدد المرضى الذين أصبحوا يتلقون - حسبه- ساعتين بدل 4 ساعات، التي تعتبر ضرورية لتصفية الدم. وأوضح بوخرص في تصريح ل''النهار''؛ أن تقليص عدد ساعات تصفية الدم، يؤثر سلبا على صحة وعلاج المرضى المصابين بالقصور الكلوي، وأكد أن المشكل مطروح في المستشفيات العمومية وأيضا العيادات الخاصة، المتعاقدة مع مصالح الضمان الاجتماعي حيث يدفع المريض 5700دينار، إلا أنه يتلقى 3 ساعات فقط، ويقيد في السجلات على أساس أن المريض قد أخضع ل 4 ساعات من التصفية. وقال الناطق باسم الفيدرالية الوطنية المصابين بالقصور الكلوي، أن جمعيته سجلت تجاوزات بعيادات بالبليدة وتيبازة، وعين الدفلى، و كشف أنه رفع تقريرا إلى مصالح وزارة الصحة للتدخل. وفي سياق متصل؛ أشار بوخرص إلى إشكالية تعقيم جهاز استقبال الدم، الذي يجب أن يتم خلال 35 دقيقة، إلا أنه ربحا للوقت وتوفيرا للمواد المطهرة، على حساب صحة المرضى، تمت العملية في ظرف 12دقيقة فقط، مشيرا في هذا الصدد؛ إلى أن عددا كبيرا من المرضى المصابين بالقصور الكلوي، يعانون كذلك من إلتهاب الكبد الفيروسي ''أ'' أو ''ب''، بالإضافة إلى مضاعفات صحية خطيرة تؤدي إلى الوفاة في حالات عديدة، حيث تسجل سنويا 2000 حالة وفاة ، بسبب عدم خضوعهم لتصفية الدم. كما تطرق بوخرص إلى عدم مطابقة العتاد المستخدم في التصفية، مع طبيعة جسد المريض بالقول:''عند القيام بعملية التصفية، لا بد أن تكون الكلية الاصطناعية التي تستوعب الدم المصفى، تتلاءم مع وزن المريض، إلا أن هذا المعيار لا يحترم من طرف المشرفين على العملية في العيادات الخاصة على وجه الخصوص، ما يتسبب في زيادة الضغط أو نقصه، وبالتالي تعريض حياة المريض إلى الخطر، بالإضافة إلى ذلك؛ فإن نفس الأجهزة المستعملة للكبار، يتم استخدامها للأطفال الصغار، الأمر الذي يؤدي إلى ضياع كمية كبيرة من الدم '' . وزارة الصحة لا ترد...! حاولنا مرات عديدة؛ الاتصال بوزارة الصحة للاستفسار حول التجاوزات الممارسة ضد مرضى القصور الكلوي في المستشفيات و العيادات الخاصة، إلا أنه لم يرد على اتصالنا أحد، خاصة وأن بوخرص أكد رفع تقرير مفصل بشأن هذه التجاوزات. بقاط:''بيروقراطية التسيير دفعت المرضى إلى الخواص'' أوضح بقاط بركاني؛ رئيس مجلس عمادة الأطباء الجزائريين من جهته، أن تصفية الدم تبقى طريقة علاج مؤقتة، إلى أن يتم اعتماد بطاقة التبرع بالأعضاء، التي من شأنها التخفيف من وطأة المعاناة التي يعيشها مرضى القصور الكلوي بالجزائر، ودعا في تصريح ل''النهار''؛ إلى ضرورة تبني الوزارة الوصية، استراتيجية واضحة تهدف من خلالها إلى مراقبة مراكز تصفية الدم، حيث ''أصبحت الفوضى الطابع المميز للمراكز العمومية ''، مما دفع - حسبه - وزارة الصحة إلى التعاقد مع العيادات الخاصة. كما اعتبر أن القطاع استهلك عددا هائلا من الإمكانات والأموال الطائلة، إلا أن بيروقراطية التسيير، حالت دون استفادة المرضى منها، في ظل عجز المرضى عن العمل، وغياب مصالح الشؤون الإجتماعية. وتحصي الجزائر؛ 13 ألف مصاب بالقصور الكلوي، وينظم اليوم المجلس الشعبي الوطني يوما برلمانيا، حول ''علاجات مرض قصور الكلى ''، للبحث في كيفية التكفل بالفئة.