يبدو أن خيار اللعب في عنابة لم يكن حكيما حيث تواصلت المظاهر المؤسفة التي كان أبطالها أشباه الأنصار عقب نهاية لقاء المنتخب الوطني من خلال الاعتداءات بالأسلحة البيضاء ومسيل الدموع، في وقت كان التنظيم سلبيا على كامل الخطوط، بيد أن عنابة مازالت بعيدة عن المواعيد الكبيرة. فالمهزلة الأولى كانت في عملية بيع التذاكر حيث اختلط وقتها الحابل بالنابل وكادت الأرواح تسقط بفعل سماسرة السوق السوداء الذين تفننوا في الاعتداءات على الأنصار الباحثين عن فرصة متابعة الداربي الكبير، لتتكرر الأحداث المؤسفة بعد نهاية اللقاء حيث شوهد الكثير من المناصرين بدمائهم يفرون وسط الظلام الدامس وكأنها حرب. لكن الأدهى والأمر أن بعض رجال الأمن تفننوا في ضرب رجال الإعلام فقط وتناسوا بأن مهمتهم الحقيقية هي الحفاظ على أرواح الأنصار، ليؤكد بعدها الكثير ممن كانوا ضحايا الاعتداءات سواء من رجال الإعلام أو المشجعين أن عنابة بعيدة كل البعد عن الاستقبال الجيد للمنتخب الوطني، لأن المنظمين أنفسهم غير قادرين على التحكم في أبسط الأمور فما بالك بتنظيم لقاء من الحجم الكبير، وأملهم الكبير في عدم عودة أشبال بن شيخة للعب هنا في عنابة مادام الأرواح مهددة من أجل متابعة لقاء في كرة القدم. وعلى صعيد آخر، عبر الكثير من رجال الإعلام الذين قاموا بتغطية لقاء الجزائر- المغرب عن غضبهم الشديد لما حدث في المنصة الشرفية وكذا منعهم من دخول غرف تغيير الملابس من قبل المكلف بذلك، والذي أمر بإبعاد رجال الإعلام بواسطة العصي إرضاء لبعض الأطراف التي قامت بجلب أبنائها لأخذ صور تذكارية على حساب أصحاب مهنة المتاعب الذين عانوا الويلات مع سياسة الترهيب التي مورست ضدهم. وفي سياق ذي صلة، ورغم أن إدارة مركب 19 ماي 56 تغنت في تصريحات مسؤوليها بإنجاز منصة خاصة برجال الإعلام مع تزويدها بالأنترنت “الويفي”، إلا أن ذلك لم يكن تماما، ووجد الزملاء الصحفيون مشاكل بالجملة في أداء مهامهم، وعليه فالعلامة تحت الصفر لإدارة الملعب التي لم تلزم بوعودها.