في خطوة لم يتوقعها المنظمون، الذين يسهرون على الإعداد الجيد للقاء الداربي المغاربي، بين المنتخبين الجزائري ونظيره المغربي، تنقل نهار أمس وفي ساعات مبكرة من الصباح، الآلاف من أنصار المنتخب الجزائري الذين لم يتحصلوا على تذاكر المقابلة إلى شبابيك ملعب 19 ماي بعنابة، في خطوة يهدفون من ورائها إلى اقتناء التذاكر التي كانت قد نفذت في اليوم الأول من طرحها، وقد طالب الحاضرون من أعوان التنظيم الحاضرين بالساحة المحاذية للملعب، بتزويدهم بالتذاكر، سيما أن أغلبهم تنقل من ولايات بعيدة عن مدينة عنابة، بغية اقتناء التذكرة التي تتيح له مشاهدة رفقاء زياني في مباراة الأحد. أعوان التنظيم أكدوا لهم نفاذها في اليوم الأول هذا، وقد كانت إجابات أعوان التنظيم ومصالح الأمن المتواجدة بالمنطقة واضحة، حيث أكدوا للمناصرين أن التذاكر نفذت في اليوم الأول من البيع، لكن الجماهير الغاضبة رفضت الانصراف من باحة الملعب، سيما أن الإشاعات التي كانت تدور وسط مناصري المنتخب، هي وصول أعداد أخرى من التذاكر لطرحها للبيع، وهو ما جعل الأغلبية تقبع أمام الملعب وتنتظر أي جديد. الجماهير لم تتقبل الأمر ودخلت في مناوشات مع المنظمين بمرور الدقائق والساعات، لم تتقبل الجماهير الغاضبة أمر بقائها دون جدوى أمام ساحة الملعب، وهو ما جعلها تدخل في مناوشات مع أعوان التنظيم، ورميها الحجارة والزجاجات الحارقة على هؤلاء الأعوان الذين اضطروا إلى الهروب من الباب الرئيسي لملعب 19 ماي، خاصة أن أغلب المناصرين كانوا يحملون أسلحة بيضاء قدموا إلى الملعب للإنتقام من المنظمين الذين اتهموهم بإتباع سياسة المحاباة. الشرطة تتدخل والهيستيريا تتصاعد موازاة مع تصاعد موجة الغضب الجماهيري، اضطرت مصالح الشرطة بعد تلقيها أوامر فوقية، إلى التدخل لإبعاد الأنصار الغاضبين من أمام مداخل الملعب، وهو ما جعل الجماهير ترد عليها بطريقة عنيفة، وتدخل في مواجهات دامية استعملت فيها الأسلحة المحظورة والحجارة في مناظر يندى لها الجبين. عصابات تعتدي على رجال الشرطة بواسطة كلاب "بيدبول" خلال تواجدنا أمام ساحة ملعب19 ماي بعنابة، وجدنا أن الأمور اختلط فيها الحابل بالنابل، بما أن العديد من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالمباراة، استغلوا الفرصة لخلق الفوضى والاعتداء على المواطنين العزل، وفي هذا الشأن، شاهدنا بأم أعيينا اعتداء أحد المتواجدين بالمكان على عون أمن بواسطة كلب ضخم من نوع "بيدبول"، لتتحول بذلك ساحة الملعب إلى أرضية مناسبة للعراك بين مختلف الأطراف. مصالح الحماية المدنية أسعفت الجرحى في ظل الفوضى العارمة التي شهدتها ساحة الملعب، ووقوع العديد من الجرحى جراء الاصطدامات بين رجال الشرطة والمناصرين الغاضبين، تدخلت مصالح الحماية المدنية المتواجدة بالمنطقة لإسعاف الضحايا، الذين كانت الدماء تتسايل منهم، ما جعل سيارة الإسعاف تتنقل في كل مرة لحمل الأشخاص المصابين نحو الخيم الطبية التي وضعتها أمام مدخل الملعب تحسبا لأي طارئ، بعد الأحداث المؤسفة التي وقت في اليوم الأول من عملية بيع التذاكر ووقوع أزيد من ستين إصابة وسط الجماهير ورجال الشرطة. تحطيم الأبواب للدخول إلى الملعب في ظل التزاحم الشديد ورغبة الأنصار الملحة في الوصول إلى المسؤولين عن الملعب للحصول على تذاكر مشاهدة اللقاء وتصاعد موجة الغضب، اضطر الموج البشري المتواجد أمام المدخل الرئيسي والشبابيك المغلقة، إلى تحطيم الأبواب المؤدية إلى الملعب والتي وصل عددها إلى خمسة، حيث دخل بعض الأنصار إلى الداخل، لكن مصالح الأمن تعاملت معهم بحكمة وقامت بإخراجهم دون أن تعتقل أي أحد، في خطوة منها تهدف إلى إعادة الهدوء للمنطقة. إصابة 14شرطيا و7 أعوان تنظيم، اثنان منهم في حالة خطيرة هذا وقد اقتربنا من أعوان الحماية المدنية الرابضين بالمنطقة لمعرفة الحصيلة النهائية للضحايا، حيث أكد مصدر مسؤول أن 14 عون أمن أصيبوا خلال المواجهات مع المناصرين، كما سجلت ذات المصالح جرح 7 أعوان تنظيم، من بينهم اثنان نقلا على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي ابن رشد. بعض الأنصار لم يسلموا من اعتداءات بعض العصابات هذا ولم يسلم الأنصار الذين حجوا من مختلف المدن الجزائرية للحصول على التذاكر من الاعتداءات التي قامت بها بعض العصابات التي أحكمت قبضتها على المنطقة، باستعمالها للأسلحة البيضاء لتجريد بعض الأنصار من ممتلكاتهم وسط الفوضى العارمة التي تطبع محيط الملعب طيلة ساعات النهار. اعتقال 8 مناصرين بعد الاعتداء على مصور صحفي وقد قامت مصالح الأمن المتواجدة بمحيط الملعب باعتقال تسعة مشاغبين كانوا يعتدون على المناصرين، كما شهدت ذات الساحة اعتداء جبانا من طرف إحدى العصابات على مصور جريدة "الشرق"، حيث جرده المعتدون من وثائق هامة كان يحملها ومن أدوات العمل الصحفي، ممثلة في كاميرتين رقميتين بالإضافة إلى هاتفه النقال. مصالح الأمن لم تجد الخطة المناسبة لوقف الفوضى من خلال معايشتنا للأحداث الخطيرة التي شهدها ملعب عنابة في اليومين الفارطين، والاصطدامات التي جمعت الأنصار ورجال الشرطة وبعض المنظمين، خرجنا بخلاصة واحدة، وهي أن السلطات الأمنية ورغم كثافة تغطيتها، بدليل تواجد المئات من أعوان الأمن بمحيط ملعب 19 ماي بعنابة، لم تجد الخطة المناسبة لوقف الفوضى التي أصبحت تعم المنطقة، وهو ما جعل بعض الأنصار يطالبون بضرورة توفير الحماية اللازمة لهم قبل 48 ساعة من موعد اللقاء الحاسم.