أكد، أمس، رئيس مؤسسة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس البروفيسور عبد الله بوخلخال، الذي يشغل منصب عميد جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، أنه لا يعترف بالجمعية الانتخابية التي عقدت الثلاثاء الأخير، وانتخب خلالها الدكتور عبد العزيز فيلالي النائب السابق بالمجلس الشعبي الوطني رئيسا جديدا لها. وقال بوخلخال ل”الفجر” إن ما حدث يعتبر انقلابا منظما من قبل أطراف سعت منذ سنوات لأن تترأس المؤسسة وتسيرها حسب أهوائها، مشيرا إلى أن الجمعية انعقدت في ظروف غامضة، حيث وجهت دعوات لم تتضمن جدول الأعمال إلى عدد قليل من الأعضاء لا يمثلون سوى 10 بالمائة، بينما الغالبية لم تصلها تلك الدعوات التي لم تكن مطابقة للقانون الأساسي المعتمد من طرف وزارة الداخلية. وأضاف بوخلخال في سياق حديثه أنه طعن في الإجراء، وأن الرئيس الشرفي شقيق الشيخ العلامة لم ينفذ ما كلف به من قبل المجلس الوطني، لتقديم تقرير مفصل حول الانسداد الحاصل بين أعضاء المكتب الوطني، وعلى ضوء ذلك يبادر الرئيس الفعلي إلى دعوة الجمعية العامة لعرض حصيلة نشاط المؤسسة حول العهدة الانتخابية، وبعد ذلك يجري انتخاب الرئيس الجديد والمجلس الوطني الذي ينتخب بدورة المكتب الوطني طبقا للقانون الأساسي المعتمد من وزارة الداخلية. وأوضح البروفيسور بوخلخال مخاطبا خصومه بقوله: “كان يجدر بكم اتباع طرق القانون وليس التلاعب، وأنا شخصيا كنت سأسلم الرئاسة لمن يلهث وراءها منذ سنوات.. والرئيس الذي يعترف به حقا هو المنتخب من قبل الجميع بدون استثناء، وقبل ذلك يقدم الرئيس الفعلي عرض نشاط 11 سنة ومن ثمة الجمعية العامة سيدة في اتخاذ ما تراه مناسبا من إجراءات”. ومعلوم أن مؤسسة الشيخ العلامة قد أعلنت انتخاب الدكتور عبد العزيز فيلالي رئيسا جديدا لها خلفا للدكتور بوخلخال، وأوضحت المؤسسة في بيان موقع من قبل الرئيس الجديد أن الجمعية الانتخابية ترأسها الرئيس الشرفي ورئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون المؤسسة عبد الحق بن باديس، ناقشت القانون الأساسي وإثرائه قبل أن تتطرق إلى النقطة الثانية المتمثلة في انتخاب الرئيس وأعضاء المكتب، حيث تم انتخاب فيلالي رئيسا و10 أعضاء يشكلون المكتب الوطني من بينهم فوزية بن باديس ابنة عبد الحق. وأفاد مصدر حضر الجمعية الانتخابية فضل عدم الإفصاح عن اسمه أن أغلبية الأعضاء كانوا غائبين وقد تم التصويت برفع الأيدي، وهو ما لم يعط في الواقع مصداقية للرئيس الجديد، ويفتح المجال للطعن في الإجراء، ويؤجج أكثر الصراعات داخل المؤسسة التي كان يفترض أن تخدم مآثر الشيخ وطروحاته وتساهم في ترقية العلم والمعرفة أكثر في الجزائر، غير أن واقعها هذه الأيام يبرز أنها تحولت إلى فضاء للصراعات والسير بها في طريق “التوريث”. ويبدو جليا أن قضية المؤسسة تخفي الكثير، خاصة وأن من يسميهم بوخلخال بالانقلابيين فضلوا أن تكون خرجتهم هذه في زخم الاحتفالات بيوم العلم التي أعلن والي قسنطينة أنه ستدوم على مدار شهر كامل، وفي غياب برنامج للمؤسسة يليق بسمعة العلامة. للإشارة فإن انسدادا حصل منذ أشهر داخل المؤسسة، نتيجة صراعات أفادت مصادر مطلعة أنها تخفي أشياء خطيرة قد يكشف عنها في يوم من الأيام.