تتنافس مئات الشركات العالمية منها الجزائرية، على “كعكة” ال170 مليار دولار، التي خصصتها قطر لبناء المشاريع القاعدية تحضيرا لمونديال 2022. وتعرف أسعار الحديد أمام تزايد الطلب عليها ارتفاعا في السوق الدولية، فيما يبقى الاحتياطي الوطني ينتظر الاستغلال أسعار الحديد والصلب ترتفع والطلب في تزايد عالميا أبدت العديد من الشركات الجزائرية اهتماماتها بالمشاريع المطروحة في قطر، وأكد خبراء من هذه الدولة، أن الفرصة مواتية للجزائر، لتزويد السوق القطرية بمعدن الحديد والصلب، الأكثر طلبا في الوقت الحاضر، والذي يساهم بشكل أساسي في إنجاز مخططات ال170 مليار دولار، التي خصتها قطر لتجسيد طموح احتضان مونديال 2022، وهي الآن تحضر بكل فعالية للعرس الكروي، حيث أضافت لميزانية السنة الجارية والسنة المقبلة، مبالغ ضخمة بلغت نسبتها 41 بالمائة زائدة عن قيمة الميزانية الحقيقية لهذه السنة. وتطمح قطر من خلال مشاريعها هذه إلى تحقيق وثبة متطورة في عالم السياحة والرياضة، بإنجاز مرافق عالية الجودة بإمكانها أن تستقبل ملايين الزوار دفعة واحدة، خصوصا وأن البحبوحة المالية تكفي لتسير ميزانيات بلدان مثل الجزائر لمدة 5 سنوات. ويكفي الجزائر، حسب القطريين، أن تستغل احتياطي الحديد والصلب لتموين بلدهم بهذه المادة، التي يتم اعتمادها في كل بناء بدلا من الإسمنت، لمواجهة الكوارث الطبيعية والزلازل. وفي تصريحات إعلامية لمدير الشركة الجزائرية “آل.ريم”، طارق بوسلامة، أكد أن زخم المشاريع التي ستطلقها دولة قطر، ستفتح آفاق واسعة لصناعة الصلب والحديد، وستتيح فرص مناسبة للصناعيين، ويتوجب عليهم اقتناصها من خلال البحث عن شراكات مع الفاعلين المحليين هناك أو التفكير في إنشاء فروع لهم. وقال لإحدى الصحف الخليجية: “مشاركتنا في قمة الصلب العربي بالدوحة تندرج في هذا الإطار، فنحن نترقب اللحظة التي سنتمكن فيها من حيازة جزء من صفقة مونديال 2022، عن طريق الاتحاد العربي للحديد والصلب”، مؤكدا على وجود الإمكانيات اللازمة لتلبية كل متطلبات السوق القطرية، وعبر عن أمله في دخول شركته قطر قريبا، موضحا أن الشركة بدأت الخطوات الأولى لتحقيق ذلك، بإجراء اتصالات مع “قطر. ستيل” وبعض المسؤولين الآخرين. وقال: “إننا نريد أن نشجع التجارة البينية بين الدول العربية”. وعن ارتفاع أسعار الحديد بالأسواق، فقد رأى بوسلامة أن الدور المفترض أن يلعبه الاتحاد العربي هو امتصاص جزء من تأثيراته، كون أسعار الحديد مرتبطة ارتباطا وثيقا بأسعار النفط، إذ كلما ارتفع البترول زادت أسعار المواد الخام الأخرى، وبخاصة خام الحديد. وأشار إلى أن أسعار النفط تؤثر بقوة على مختلف القطاعات، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بارتفاع الطلب في كل من منطقة آسيا وقطر وغيرهما، بالنظر إلى حاجة المشاريع الكبرى للحديد، فضلا عن توجه المواطنين إلى البناء الحديدي أكثر من الإسمنت، على خلفية الزلازل والكوارث الطبيعية التي اجتاحت العديد من البلدان. وتوقع طارق بوسلامة، في ضوء هذه المعطيات، أن تستمر أسعار الحديد والصلب في الارتفاع، وقال “هناك احتياط كبير بالمنطقة العربية من الحديد الخام، تعد الأضخم في العالم، لم يتم استغلالها حتى الآن وخصوصا في الجزائر، وحان الوقت للاستثمار فيها لمواجهة تقلبات الأسعار. وتابع بالقول: “الاستثمار في هذا المخزون يساهم في خفض التكاليف والأسعار وتوطين الأرباح عربيا”، وفي وقت تزخر فيه المنطقة العربية بمخزون حديد يقدر بمليارات الأطنان توجد في بلدان منها ليبيا وموريتانيا واليمن والسودان، فإنها لا تنتج حتى الآن سوى 19 مليون طن سنويا، بينما تستورد 90 بالمائة من احتياجاتها من خام الحديد.