يقدر طلب السوق الوطنية من الحديد والصلب ب 4 ملايين طن سنويا وهو ما يجبر الجزائر على استيراد 3 ملايين طن لسد هذه الحاجيات، حيث تعتبر كل من ايطاليا وإسبانيا الممولين الرئيسيين للجزائر التي تستورد منهما 60 بالمائة من مجمل مواد الحديد والصلب التي تستوردها من كل المناطق. ولا يتجاوز الإنتاج المحلي للحديد والصلب حاليا 1.6 مليون طن وهو ما يتطلب استيراد 3 ملايين طن أخرى لسد حاجيات السوق المحلية، علما أنه منذ دخول اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في 2005 غيرت الجزائر وجهتها الاستيرادية وبدأت تتعامل مع أسواق أوروبية جديدة بإسبانيا وإيطاليا بعد إلغاء الرسوم الجمركية على المنتجات المستوردة، وذلك بعدما كانت أوروبا الشرقية كروسيا، تركيا، وأوكرانيا أهم الأسواق التي تزود الجزائر بهذه المواد في وقت سابق. وأكد السيد محمد لشقر الأمين العام للاتحاد العربي للحديد والصلب في ندوة صحفية عقدها أمس بمناسبة افتتاح الصالون الدولي الأول للحديد والصلب بقصر المعارض بالصنوبر البحري أن المنتوج الجزائري من الحديد والصلب المسطح سيعرف انخفاضا يتراوح بين 30 إلى 40 بالمائة في الأيام القادمة بسبب تأثير الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى انخفاض الطلب مما يستدعي تقليص العرض وتخفيض الإنتاج وكذا تجميد الاستثمارات الجديدة . علما أن سعر هذه المواد عرف هو الأخر انخفاضا منذ شهر جوان الماضي من 1100 دولار إلى 450 دولار بسبب تأثيرات الأزمة المالية العالمية. وأضاف المتحدث أن الطبعة الأولى لهذا الصالون تعد فرصة لإيجاد فضاء للتشاور والنقاش حول وضع السوق الدولية للحديد والصلب خاصة السوق العربية لوضع استراتيجية عمل موحدة من شأنها التصدي للمنافسة الكبيرة في الميدان والتحكم في الأسعار التي يؤثر ارتفاعها على السوق الجزائرية، وكذا محاولة إيجاد استراتيجية لخلق نوع من التوازن بين الدول المنتجة والمستهلكة للحديد والصلب باعتبار أن معدل الإنتاج يختلف من دولة إلى أخرى في الوطن العربي في الوقت الذي تصل فيه الطاقة الإنتاجية للدول العربية للحديد والصلب إلى حوالي 16 مليون طن من منتجات طويلة، مسطحات، وأنابيب. ويبقى الهدف من هذا الإجراء الرامي إلى التحكم في السوق وإنتاجها يكمن في تفادي المشاكل التي قد تنجم عن الفروقات الكبيرة في الطاقة الإنتاجية من بلد إلى أخر. ويعرف صالون الحديد والصلب الذي يحمل شعار" صناعة الحديد والصلب في ظل الأزمة المالية العالمية" ندوات ومحاضرات بمشاركة المختصين والمهنيين لإيجاد حلول وقائية من آثار الأزمة. كما يعتبر الصالون مناسبة للتشاور حول العمل على التعاون والتكامل في مجالات صناعة الحديد والصلب، توطيد العلاقات بين الشركات لتوخي الحذر في المشاركة بتبادل الخبرات والتجارب عربيا ودوليا، ومساعدة هذه الشركات لتوخي الحذر في تأمين احتياجاتها من المواد الأولية، وخلق الظروف الملائمة لتنشيط التبادل التجاري بين المؤسسات مع توفير المعلومات اللازمة حول الأسواق التجارية الداخلية والخارجية وتقديم الاستشارات من أجل تطوير صناعة الحديد والصلب.