تستعين الجزائر هذه الأيام بالخبرة الهندية في مجال السياحة لترقية الموروث المحلي إلى مصاف العالمية قصد استقطاب الملايين من السواح سنويا وتركز وكالات السياحة الوطنية على الشعب الهندي لتبادل الخبرات والرحلات. حمّلت أمس بوهران نقابة وكالة الأسفار والسياحة لولايات الوسط والشرق، مشكل إهمال بعض المعتمرين والحجاج خلال تنقلهم إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج أو العمرة إلى الشركة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية، التي تبقى حسبهم النقطة السوداء التي تعيق كل المجهودات المبذولة للنهوض بقطاع السياحة، بعد التأخر الكبير المسجل لديها في المطارات والتي تزيد على 4 ساعات، ما ينتج الاكتظاظ في اقتطاع تأشيرة المرور، وذلك ما صرح به الوكلاء، حيث قال مدير وكالة الأسفار “زيس”، حاتم ماحي، أنه لو يقع ما يحدث في مطارات الجزائر في دولة أخرى أجنبية تهتم بالسياحة ستقوم بمقاضاة الخطوط الجوية الجزائرية، التي تخل بالتزاماتها ولا تحترم التوقيت، إلى جانب مشكلة تحويل الأموال إلى الشريك الأجنبي، ليضيف أن مشكل غلاء أسعار الفنادق والمطاعم بالجزائر وراء هروب السواح إلى وجهات دولية أخرى. تزامنت الانتقادات مع انطلاق الطبعة الثالثة لصالون السياحة والأسفار، بمشاركة دولية من كوبا، إسبانيا، مالطا، الهند، المغرب وتونس الحاضرة ب 40 وكالة سياحية، روجت للمنتوج التونسي بقوة، بعد ثورة الياسمين التي غيرت الكثير من مجرى القطاع، ولقد اتخذ المعرض شعار “ترقية السياحة المحلية”، من منطلق الخبرة الهندية التي تدخل لأول مرة إلى الجزائر، بغرض إبرام اتفاقيات عمل مع الوكالات الجزائرية، لاسيما وأن خبرتها تمتد لعدة قرون وهي الآن تضم أزيد من مليار نسمة، حري بالجزائر أن تستقطب منهم الملايين سنويا، كما تفتح هي الأخرى أبوابها للجزائريين. وعلى هامش الصالون، أعلن والي وهران، عبد المالك بوضياف، أنه من خلال هذه التظاهرات “فإننا نعمل على ترسيخ ثقافة الصالونات لتطوير قطاع السياحة وترقيته من أجل جلب السواح الأجانب”، حيث يرتقب زيارة أزيد من 4 ملايين سائح لوهران هذه الصائفة، كما يعتبر هذه المناسبة فرصة لإعادة تحريك والترويج للمنتوج السياحي بعد الركود الذي كان يميزه، بالرغم من الإمكانات الضخمة التي تتوفر عليها الولاية، والتي تشهد سنويا زيادة معتبرة في الحظيرة الفندقية، وهي الإسهامات التي ستدعم القطاع من أجل خلق سياحة مستدامة.