تتواصل، بالبليدة، فعاليات معرض الصور الخاص بتاريخ هذه المدينة العريقة، والذي يمتد إلى غاية العشرين من الشهر الجاري، بمبادرة من المؤرخ اوراغي الذي جمع في هذا المعرض صورا تؤرخ لماضي المدينة بدءا من العهد الأندلسي والعثماني، مرورا بالحقبة الاستعمارية، وصولا إلى الفترة المعاصرة. ويضم المعرض حوالي 20 ألبوما لصور بالأبيض والأسود وأخرى ملونة، تحكي كلها جانبا من ماضي المدينة ومعالمها الأثرية، وقصص عن أبوابها السبع الغائبة الحاضرة، إضافة لصور عن أشهر حماماتها ومساجدها وما تخفيه من أضرحة لأولياء صالحين عاشوا فيها إضافة إلى أبرز معالمها العمرانية وأزقتها وكذا جمال منطقة الدويرات بها، والتي تعد بحق “قصبتها” العريقة. كما تعرض بذات المناسبة، لأول مرة، مخططات لمدينة البليدة تعود لسنة 1842 تبرز كيف كانت، وأسماء كل من حكموها منذ الحقبة الاستعمارية، إضافة إلى أبرز الشخصيات التي كان لها دور في التعريف بها عبر قرون مضت. وقد استقطب المعرض، حسب القائمين عليه من أفراد جمعية “النور” الثقافية أيضا، مختلف شرائح المجتمع، لاسيما منهم التلاميذ وطلبة الجامعات الذين استحسنوا المبادرة التي عكست بصورها الفوتوغرافية جانبا من ثقافة المدينة وماضيها العريق الذي اختزنه المؤرخ اوراغي، أو”عمي يوسف” كما يحلو لأهل المنطقة مناداته. وقد كان المعرض فرصة لإيضاح زحف الإسمنت على عوالم المدينة التي غابت عنها حدائقها لصالح البناء والمنشآت والعمران الذي غيب بدوره الكثير من محاسنها التي كانت وليدة الفل والياسمين و أشجار الرند واللارنج ومسك الليل. ولم تكن منطقة الشريعة السياحية ولا منطقة شفة ومنبع القردة بمنأى عن ذكريات الصور التي جسدتها في لقطات لا تخلو من الروعة والجمال الخلاب، لتضاف إلى عرض آخر يجسد صورة حواء البليدية التي كانت مميزة بحايك “المرمة” الشهير وسروال الشلقة، ناهيك عن عاداتها المرتبطة بمختلف المناسبات الاجتماعية كحفلات الزواج والخطبة وحمام 14، وهو ما لاقى استحسان سيدات البليدة اللواتي استرجعن ذكريات الزمن الجميل لدى زيارتهن للمعرض.