يقام حاليا بالمعهد الثقافي الإيطالي الى غاية 29 أوت الجاري، معرض يضم 60 صورة فوتوغراية من متحف تاريخ الصورة الفوتوغرافية لفراتيلي دي فلورانس بإيطاليا، الصورة تقدم ملامح جزائر القرنين الماضيين، خاصة من الناحية المعمارية. المعرض مستمد من أرشيف أليناري دي فلورانس الفوتوغرافي، الذي يضم حوالي 3 ملايين صورة فوتوغرافية تم انجازها منذ اختراع آلة التصوير إلى غاية اندلاع الحرب العالمية الثانية، والمتحف يحتفظ بهذه الكنوز من خلال استعمال مادتي الألبومين و»البرومير«، إضافة الى احتفاظه بمجموعة قديمة جدا من أجهزة التصوير، وكذا المخابر الأولى لتحميض وسحب الصور. يتضمن المعرض صورا بالأبيض والأسود تبرز مختلف احياء العاصمة الجزائر، منها الميناء الذي التقطت صورته في سنة ,1878 ومسجد كتشاوة الذي كان في سنة 1900 حين تصويره عبارة عن كنيسة، وكذالك مدخل مقبرة سيدي امحمد بوقبرين بحي بلكور القديمة (1910)، وأحد المقاهي (1900)، وحي باب الوادي (1890) وحنفية حديقة التجارب بالحامة، وكذا شوارع وأزقة القصبة مع منظر عام للمدينة العتيقة (1890-1900). تبرز هذه الصور أيضا، التي أنجزها مصورون مجهولون وآخرون مشهورون ك» ردولف لهينت« و»فرانس لاندروك« و»بوغلت« و»فريشون«، مناظر من مدن جزائرية أخرى منها البليدة وبسكرة والوادي، وأيضا صورا لآثار تيمقاد (1900) ومدينة تلمسان (1875) وباتنة بقصر بريتريو دي لامبير (1900)، إضافة الى البيوت التقليدية التي صورت في العديد من مدن الجزائر كالعاصمة وبلاد القبائل وفي الجنوب، مع ابراز مختلف وجوه الحياة الاجتماعية، منها اللباس، الحرف، وكذا المناظر الطبيعية. للإشارة، فإن أبواب المعرض تفتح يوميا للجمهور ما عدا يومي الجمعة والسبت، وذلك ابتداء من التاسعة ونصف صباحا حتى الرابعة والنصف بعد الزوال، ولاشك أن الجمهور سيسافر مع هذه الصور الى تاريخ حافل من عمر الجزائر التي كانت دوما مقصدا للفنانين والرحالة الأوروبيين، الذين سجلوها في أرشيفهم من خلال الطبيعة والحياة العامة (مقاه، أسواق، مساجد...) ومن خلال بورتريهات لجزائريين رجالا منهم ونساء، علما أن أغلب هذه الأعمال انجزت في الفترة ما بين 1865 و,1910 ويحرص المعرض ايضا على ابراز ثقافة الجزائريين المتميزة عن غيرها، حتى ثقافة المحتل الذي كان جاثما على الجزائر حينها، والى ابراز المعالم الطبيعية التي من فرط فتنتها أصبحت علامة في البطاقات البريدية في أوربا والعالم. للتذكير، فإن متحف التاريخ الفوتوغرافي فراتيلي أليناري، دشن سنة 1985 من طرف الرئيس الايطالي الاسبق ساندرو برتيني، وهو أول متحف يقام بإيطاليا لهذا الفن، ويتضمن ملايين الصور وآلاف أفلام الجينيريك وآلات التصوير والعدسات والألبومات وحياة مشاهير الصورة. وسبق للمعهد أن أقام معرضا للصور خاصة بالثورة التحريرية »جزائر 59« استمر من 5 الى 29 جويلية الماضي، وكلها كنوز تحكي فترات مختلفة من حياة الجزائر.