لا يزال قاطنو حي بن عيشوبة الكائن ببلدية موزاية غرب ولاية البليدة، والذي يحصي زهاء 6 آلاف نسمة، يعيشون في ظل واقع مرير انعكس على يومياتهم بسبب تفاقم العديد من المشاكل التي رافقتهم على مدى سنوات، دون تدخل أي جهة من أجل إيجاد حل لهم، وهم اليوم يستنجدون بالسلطات الوصية للتدخل العاجل من أجل إيجاد حلول جذرية وفي مناشدة للقائمين على قطاع الري والموارد المائية، طالب السكان بالنظر السريع في مشكل تلوث المياه التي تصل إلى حنفياتهم بسبب قدم القنوات، ما جعلهم يمتنعون عن استهلاكها، وهو ما أجبرهم على التوجه نحو الصهاريج التي تعد عبئا ماليا إضافيا عليهم. وحسب ما استقيناه من السكان، فإن الحي الذي يتكون من ثلاثة أجزاء واحد منه يعود إلى العهد الفرنسي وآخر يعود لتجزئة سكنية أنجزتها البلدية في التسعينيات من القرن الماضي ويسمى حي البرتقال، إضافة إلى جزء ثالث وهو بناءات فوضوية تتمثل في 200 بيت، تعاني كلها من مشاكل تصب في خانة المعاناة ذات اللون الواحد. فقاطنو الجزء الأول من الحي والذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية يعرف مشكل قنوات المياه الصالحة للشرب المصنوعة من مادة الأميونت الخطيرة على صحة الإنسان، وهو ما كان وراء مراسلة المواطنين لكافة الجهات المحلية بغية تغييرها، بسبب عدم مطابقتها للمعايير التقنية المعمول بها، الأمر الذي انعكس على تسرب المياه. وهو نفس المشهد الذي يتكرر مع قنوات الصرف الصحي التي تحوّلت إلى مصبّات نحو بيوت المواطنين، ما تسبب في تلوث رهيب بالمنطقة. ومن جهة أخرى، يشكو سكان هاته الجهة من بلدية موزاية من غياب مساحات خضراء ومراكز ثقافية دون الحديث عن غياب ملاعب جوارية من شأنها أن تضمن شيئا من الترفيه لشباب المنطقة. وفي سياق متصل، أورد السكان معضلة انتشار البيوت الفوضوية، بحيث تحوّل محيط الحي إلى ورشات مفتوحة ليلا لبناء المزيد منها، على حساب كل المساحات والجيوب العقارية المتوفرة، دون مراعاة للشبكات التحتية كشبكة غاز المدينة. وأضاف هؤلاء أن الملعب الجواري الوحيد تم تقسيمه إلى أراض لفائدة البناءات الفوضوية، وهو ما خلق حالة احتقان بين السكان وزاد من هشاشة صورة المنتخبين المحليين الذين تخلوا عن دورهم في التنمية المحلية. ولعل الاحتجاجات وحالة الغليان التي عرفتها بلدية موزاية في أعقاب الإفراج عن حصة 160 مسكن اجتماعي مؤخرا، والتي أتت على مقر الدائرة وكادت أن تصل إلى منعرج خطير بعد محاولات الانتحار الجماعية التي قام بها المحتجون قبل أن يتدخل عقلاء المنطقة من أجل تهدئتهم، دليل على حالة الاحتقان التي وصل إليها المواطن بهذه البلدية والذي لا يزال يعاني من مشاكل تتعلق بأبجديات الحياة اليومية الغائبة في ظل تأخر قطار التنمية المحلية عن الوصول إلى كافة السكان.