اعتبر جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا يحتاج إلى الولاياتالمتحدة ليقوم بمهمته في ليبيا، التي تنفذ فيها قوات الحلف منذ نحو شهر عمليات عسكرية ضد الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي، تطبيقا للقرار الأممي رقم 1973 بشأن حماية المدنيين الليبيين. ورأى بايدن، في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية نشرت الثلاثاء، أن واشنطن ستكون مفيدة أكثر في مسارح عمليات أخرى مثل باكستان أو مصر. وقال إن الناتو بإمكانه أن يقوم بالعمليات في ليبيا حتى “ولو انتزع الله العظيم الولاياتالمتحدة من الحلف الأطلسي ووضعنا على كوكب المريخ بشكل لا يمكننا معه المشاركة” في العمليات العسكرية. وأضاف “سيكون من السخافة القول إن حلف الأطلسي وبقية العالم لا يملكون الموارد الكافية للاهتمام بليبيا، الأمر ليس كذلك”، وقال إن “دولا أخرى تنقصها الرغبة ولكن المسألة ليس مسألة موارد”. وتشهد ليبيا نزاعا مسلحا منذ 17 فبراير الماضي بين قوات القذافي والثوار الذين يطالبون بتنحيه عن الحكم، وقد أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يقضي بحماية المدنيين من هذا النزاع. وأشار بايدن إلى أن الولاياتالمتحدة ستقرر ما إذا كان يجب أن تتركز مواردها “في إيران ومصر وكوريا الشمالية وأفغانستان وباكستان” أو ما إذا كان يجب أن تقوم بالمزيد في ليبيا. وأضاف “لا يمكننا أن نقوم بكل شيء”. من جهة أخرى، قال سيف الإسلام، نجل القذافي الثلاثاء إن “الوضع يتغير كل يوم” لصالح القوات الموالية لوالده، مؤكدا أن نظامه سينتصر، وقال “أنا متفائل جدا، سننتصر، الوضع يتغير كل يوم لصالحنا”. وبعد شهر من بدء التدخل الدولي في 19 مارس الماضي وعدم وجود أي بارقة أمل بقرب انتهاء النزاع، بدأت أصوات تتعالى مطالبة بإرسال قوات برية أجنبية إلى ليبيا، وهذا بالفعل ما طلبه الثوار، خصوصا في مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار وتقصفها منذ أسابيع كتائب القذافي وتفرض عليها حصارا مطبقا. وأكد سيف الإسلام في مقابلة مع تلفزيون “الليبية” الرسمي أن “ليبيا ليست مصر وتونس”، البلدين اللذين أطاحت ثورتان شعبيتان برئيسيهما في غضون شهر واحد قبل انتقال شرارة الثورة إلى ليبيا. وأضاف أن “ليبيا لن تعود كما كانت، الجماهيرية الأولى انتهت، ولكن ليبيا ستعود مزدهرة”، مضيفا “هناك مسودة للدستور جاهزة، ستعرض على الشعب وتنتظر موافقة الشعب عليها”. وبينما أكد نجل العقيد الليبي أن القوات الموالية لوالده لا تقتل المدنيين بل متمردين مسلحين، تعهد بعدم الانتقام من أحد وبالعفو عمن يسلم سلاحه. وأضاف “لن ننتقم من أحد، ولن نقتل أحدا، وسنعفو عن الجميع، ولكن من يقابلنا بالسلاح سنقابله بالسلاح، ومن يريد أن يتجاوز الخطوط الحمراء (معمر القذافي ووحدة ليبيا وأمنها ودينها الإسلامي) فلا يلومن إلا نفسه”. وبحسب مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يقود الثوار، فقد أسفر النزاع في ليبيا حتى الآن عن سقوط عشرة آلاف قتيل و55 ألف جريح. وشن سيف الإسلام هجوما عنيفا على أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار في معقلهم في بنغازي لتمثيلهم، وقال “إنهم يسعون خلف السلطة وثروة البترول”. وأضاف “ما يجري في ليبيا فتنة، ومن يديرون هذه الفتنة لديهم أجندة خاصة، فهم إما طلاب سلطة أو تجار كبار أخذوا قروضا بالملايين يريدون أن يتهربوا من دفعها، أو هم تجار كبار للمخدرات لا يريدون استقرار البلاد ويريدون الفوضى”.