مصر تعادي تركيا لأنها تنافسها على زعامة الشرق الأوسط هذا شأنها.. ومصر تعادي إيران لأنها هي الأخرى تنافسها على زعامة الخليج العربي فهذا شأنها.. لكن تحرش قطر بالجزائر مسألة غير مفهومة بالمرة.. لأن الجزائر لا تنافس أحدا في “الشرق الأوسخ” الخليج الفارسي وليس العربي على زعامة هذه البقعة الموبوءة بالتبعية والفساد والعمالة! دول الخليج التي تملأ الدنيا صراخا حول الدور الإيراني المهدد لأمنهم هناك هي التي تجلب الأجانب إلى هذه المنطقة وتهدد أمنها هي وأمن جيرانها من العجم! إيران المتهمة بتهديد أمن الخليج ليس بها قواعد عسكرية أجنبية مثل قطر “الحرة” والكويت الديمقراطية.. والإمارات المتطورة والسعودية قبلة التقوى والورع، أو مثل البحرين التي تستصرخ العالم الآن من الاعتداء الإيراني وهي مرتع لأسطول أمريكا السابع في مياهها وموانئها! وقاعدة عديد في قطر أصبحت تنافس قاعدة الظهران في السعودية. من يا ترى يهدد أمن الآخر، العرب في الخليج ومعهم مصر أم إيران؟! عرب العراق هم الذين هددوا أمن إيران في عهد صدام حين شن صدام الحرب على إيران بتحريض سعودي كويتي خليجي ومصري. وسمي صدام آنذاك من طرف عرب “الشرق الأوسخ” بحارس بوابة العروبة الشرقية. ولم يغير عرب العراق ما بعد صدام في العقيدة العسكرية المعادية لإيران في الباطل.. فقاموا باستقدام الأمريكان إلى أرض العراق لتحريرها من صدام حارس بوابة العروبة الشرقية.. ولكن أصبح الجيش الأمريكي في العراق هو حارس البوابة الشرقية هذه، بوابة مشايخ براميل النفط في خليج العار العربي الحديث! ولم يسأل عرب العار في الخليج: لماذا لم تفتح إيران أراضيها للقواعد الأمريكية كما يفعلون هم اليوم؟! ومن يهدد بالفعل أمن الآخر، العرب الذين يجعلون من أراضيهم قواعد للمعادين لإيران، أم إيران هي التي تهدد أمن الخليج بإعلان عدائها لعدو شعوب العرب، إسرائيل؟! المتعارف عليه في العلاقات الدولية أن الجار الذي يفتح أرضه لقوات أجنبية معادية لجاره يعد بمثابة إعلان حرب! ألم تعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية وجود صواريخ روسية في كوبا سنة 1963 بمثابة إعلان حرب من كوبا على الولاياتالمتحدة فيما سمي بأزمة خليج الخنازير! أليس من حق إيران أن تصف ما يحدث في الخليج الفارسي بأنه تحول إلى خليج الخنازير؟! وهي ترى الأساطيل الأجنبية ترسو في موانئ دويلات النفط! وترى أراضي هذه الدول تتحول إلى قواعد عسكرية تتهدد أمن إيران؟! من الذي يحتاج إلى أن يبدي حسن النية، إيران التي لم تعتد على أي جار من جيرانها، أم العرب في الخليج الذين يتحالفون مع أعداء إيران ويفتحون مياههم وأراضيهم للقوات التي تتهدد جيرانهم؟! حتى مصر أصبحت تبيع موقفها من إيران لأمراء الخليج.. ولهذا ذهب رئيس وزراء مصر إلى الخليج كي يجني ثمن الموقف المصري من إيران بالدولار! وعندما يتهدد أمير مثل أمير البحرين الذي رقى نفسه إلى ملك! على دولة مثل إيران ويجلب إلى بلاده لفيفا أجنبيا من القوات سميت بقوات درع الجزيرة.. عندما يحدث ذلك وتتصرف معه إيران بضبط النفس فذاك يعني أن أشباه الدول في الخليج قد تجاوزت حدودها في التصرف بأمن المنطقة! وأن القوم في هذه المنطقة قد استقووا بالأجنبي على الجيران إلى درجة أصبحت لا تحتمل! حتى أمير قطر أصبح يرى نفسه قوة إقليمية ضاربة فأرسل قواته إلى البحرين.. وأرسل قوات أخرى إلى ليبيا. أرسل قواته إلى البحرين لحماية النظام هناك.. وأرسل قوات إلى ليبيا لتغيير النظام! وهو بهذا يتصرف تماما كقوة عظمى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ترسل قوات إلى العراق لحماية النظام وترسل قوات أخرى إلى ليبيا لتغيير النظام! أما نظام أمير قطر المحتلة عسكريا من طرف أمريكا فلا حديث عنه لأنه نظام نموذجي للدول العربية من المحيط إلى الخليج؟! ويتحدث الخليجيون ومعهم مصر عن عقد قمة عربية تحت عباءة دول الخليج.. وينشط عمرو موسى في جمع أشباه الدول العربية في هذه القمة! والمهم أن تدفع قطر ودول الخليج لمصر ما يحلي “بؤها” من عسل البترول ولا حديث عن الأمن الذي اهتز بشمال إفريقيا بفعل مواقف هذه الجامعة العربية التي دعت الدول الأجنبية إلى التدخل في ليبيا وقنبلة دولة عضو في الجامعة العربية ومست بأمن دول مثل الجزائر وتونس وموريتانيا ودول أخرى في المنطقة! إنه عار على الجزائر أن تجلس في أي اجتماع للجامعة العربية إلى جانب أمير قطر وعمرو موسى اللذان سعيا إلى استقدام القوات الأجنبية إلى حدودنا! ينبغي أن لا تتصرف الجزائر مع هذه الجامعة بضبط النفس أكثر من اللازم.. وإلا تحول وضعنا مع أشباه دول الخليج والجامعة العربية إلى وضع إيران مع دول الخليج المحتلة من طرف القواعد والأساطيل الأجنبية وتتطاول على إيران وتريد تحريرها؟! ينبغي أن لا ننتظر حتى (تحرر) (قطر العظمى) الشعب الليبي من القذافي وتلتفت إلينا لتحريرنا نحن أيضا؟! كم تمنيت أن أموت قبل أن أرى مثل هذا الهوان الذي يحدث لبلدنا؟!