خلفت الاحتجاجات الدامية التي شهدتها بلدية البوني صبيحة أمس، من أجل السكن الاجتماعي، وفاة رضيع لا يتجاوز عمره 9 أشهر، حيث لقي حتفه تحت أقدام مئات من المحتجين بعدما رفسوه ووالدته التي شاركت في هذه الاحتجاجات مع زوجها من أجل الظفر بسكن اجتماعي. وأدى خروج الوضع عن السيطرة وتدفق مئات من هؤلاء المحتجين دفعة واحدة، بالطفل البريء للسقوط تحت أقدام الغاضبين الذين بعدما هموا بالخروج من دار البلدية بعد الانتهاء من تخريب مكاتبها وتكسير أبوابها ونوافذها، توجهوا إلى مقر الدائرة لاقتحامها والوصول إلى مكتب رئيسها للنيل منه باعتباره المسؤول عن قائمة 450 سكن اجتماعي تم الإفراج عنها الأسبوع الفارط. ولتنفيذ مهمة الاقتحام، وضع المتجمهرون حافلة وسط الطريق منعا لدخول أو خروج أي سيارة والتحاق مركبات عناصر مكافحة الشغب بهم، ما مكن عددا منهم من احتلال سقف مقر الدائرة والقيام بتقطيع أجسادهم بالسكاكين وشفرات الحلاقة مهددين بالانتحار الجماعي، تنديدا بإقصائهم من الاستفادة من السكن الاجتماعي فيما تمكن آخرون من ولوج مكاتب الطابق السفلي التي تم تخريبها كليا. وتجدر الإشارة إلى أن شهود عيان أكدوا التواجد المتواضع للعناصر الأمنية الذين تفادوا الدخول في مواجهات مع المتجمهرين الذين كان غالبيتهم مدججين بالأسلحة البيضاء مثل السكاكين والسيوف والهراوات، غير أن عناصر الدرك تمكنت من صدهم ومنعهم من التعرض لرئيس الدائرة، وإجبار غالبيتهم على مغادرة المكان والالتحاق بمنازلهم، بعدما تمت مباشرة اعتقال العناصر التي نفذت عمليات تخريب وحرق محتويات مكاتب البلدية والدائرة على السواء، فيما تولى عناصر شرطة آخرون مهمة إقناع المحتجين بضرورة المطالبة بالحقوق عن طريق إيداع طعون تمكن من إعادة القوائم الاسمية للمستفيدين من هذه الحصة السكنية الاجتماعية التي انتظرها أصحابها لأكثر من 10 سنوات كاملة.