طالب سكان حي كوش نور الدين بعنابة، السلطات المحلية التدخل لإنهاء حالة الفوضى العارمة التي تعم المنطقة، نتيجة توسع انتشار عربات بيع الخصر والفواكه التي حوّلت هذا الحي إلى مزبلة حقيقية أفرزت الروائح الكريهة من جانب وظواهر الاعتداءات والشجار المستمر بين الباعة من جانب آخر، ليمتد تأثير ظاهرة التجارة الفوضوية على تمدرس التلاميذ بمدرسة جبهة التحرير المتوسطة للحي، حيث لم يعد باستطاعة أساتذتها تقديم الدروس للتلاميذ لفرط صياح الباعة. كما تعذّر على التلاميذ من جانبهم استيعاب الدروس بسبب الضجيج المستمر ناهيك عن الكلام البديئ الذي تقشعر له الأبدان. أمام هذه الوضعية المتردية لم يكن على الطاقم التربوي لهذه المدرسة وسكان الحي على السواء سوى طلب ومناشدة تدخل السلطات لتخصيص مكان معين لهؤلاء الباعة، بعيدا عن المجمعات السكنية التي أصبحت تضج بهم ما كان وراء تغيير حتى سائقي سيارات الأجرة لمكان توقفهم، لتعم حالة من الفوضى العارمة بسبب اتحاد كل طرف لقرار يخدم مصالحه دون مراعاة مصالح المواطنين الذين تأسفوا للوضعية التي أصبح عليها حي كوش نور الدين الذي يعتبر بوابة مدينة عنابة وقلبها النابض لتواجد محطة نقل المسافرين والمجمعات التجارية والبنوك إلى جانب المدارس المختلفة التي تأثر تلاميذها بشكل كبير بسبب المناخ التجاري الفوضوي الذي أصبح يعمّها منذ أزيد من سنتين كاملتين. تجدر الإشارة إلى أن وسط مدينة عنابة كان قد تحوّل إلى فضاء واسع لانتشار الباعة الفوضويين القادمين من مختلف الولايات المجاورة خاصة ولايات ڤالمة، قسنطينة والقالة، حيث تصطف شاحناتهم الحاملة للوحات ترقيم مختلفة الواحدة تلو الأخرى من أمام سوق الحطاب متسببة في أزمة مرورية خانقة تزداد حدتها مساء. وأمام التجاهل الأمني لظاهرة التجارة الفوضوية، تبقى هذه الأخيرة في توسع مستمر محتلة مؤخرا جدران المدارس ونوافذها، محولة أحياء بكاملها إلى فضاءات تجارية فوضوية واسعة.