يعود المخرج الجزائري الأصل، رشيد بوشارب، إلى الشارع الفرنسي، مرّة أخرى، بعمل سينمائي جديد، ليثير الجدل على المستوى السياسي الفرنسي، من خلال فيلمه الموسوم ب”عمر قتلني”، الذي يتناول بالكاميرا قضية التهمة التي راح ضحيتها البستاني المغربي رداد عمر الذي اتهم وحوكم زورا بتهمة قتله لسيدة فرنسية اتضح فيما بعد أنه بريء منها وعلى مسافة أشهر قليلة عن انطلاق الحملة الانتخابية الفرنسية التي ستتم في سنة 2012، وبعدما أثاره فيلمه الأخير الموسوم ب”خارجون عن القانون”، ينزل بوشارب إلى الواجهة السينمائية والسياسية من جديد عبر إنتاجه لهذا الفيلم، رغبة منه في أن يسلط الضوء على الجرائم التي ارتكبتها في مستعمراتها السابقة. ويحاكي العمل واقع الآلة القضائية الفرنسية التعسفية التمييزية التي حاكمت فيه عرقه العربي ولون بشرته القمحية بعيدا على المساواة وشرف المحاكمة العادلة التي تتبجح بها فرنسا دولة القانون، والعدالة والإنسانية، فيما يوقع الممثل الفرنسي ذو الجذور المغربية رشدي زام عملية الإخراج في ثاني تجربة له بعد فيلمه” إيمان سيئ”، حيث تمكّن من إقناع المخرج رشيد بوشارب العودة من لوس أنجلس نحو باريس التي خرج منها بعد سلسلة من الاتهامات من طرف جماعات ضغط ما تزال تحن للفترة الاستعمارية للجزائر. ومن المنتظر أن يثير الفيلم الذي سيعرض يوم 22 جوان القادم بالقاعات الفرنسية الجدل من جديد، ويفتح سؤال الهوية ومستقبل الجيل الثالث من أبناء المهاجرين المغاربة، في صياغة القرار الفرنسي وصناعة قراره السياسي بحكم أصواتهم الانتخابية التي تؤثر في اختيار الرئيس القادم لبلد الجن والملائكة. سيناريو الفيلم من توقيع الثنائي رشيد بوشارب وأوليفييه قورس يستعرض عملية القتل البشعة للأرملة غيزلين مارشال جوان 1991، ووجدت الشرطة اسمه مكتوبا بدمها” عمر قتلني”، ليتم توقيف البستاني عمر رداد يومين بعدها، ويحاكم ثم يتم سجنه لفترة قبل أن يتم العفو عنه، وما يزال إلى اليوم المغربي عمر رداد يعاني من قسوة العدالة ويصر إلى اليوم على براءته ويطالب بإعادة محاكمته من جديد، وفق ملف وأحداث جديدة وقد دافع محامي الشيطان جاك فرجيس بشراسة عن الضحية عمر رداد وقال في خضمها “منذ 100 عام تمت إدانة عسكري بسبب يهوديته أما اليوم فيدان البستاني عمر رداد لأنه مغاربي”. ويتناول الفيلم الذي سيعرض في خضم المعركة الانتخابية الساخنة التي ستشهدها فرنسا عام 2012، وخاصة حول قضية المهاجرين بين حزب ساركوزي، والحزب الوطني بزعامة لوبان وحزب سيغولان رويال. قضية الشاب المغربي عمر دراد الذي وقع ضحية خطإ قضائي ويقوم بالدور الرئيسي الفرانكو تونسي سامي بوعجيلة فيما يؤدي دور النائب العام في المحكمة دنيس بوداليداس، وفي دور المحامي الشهير جاك فيرجيس الممثل موريس بن عيشو.