صرح وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أن “العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة تعرف دينامكية وتتعزز أكثر فأكثر من خلال الزيارات المتعددة المتبادلة لمسؤولي البلدين”، وقال إن “زيارة العمل التي قام بها يومي الاثنين والثلاثاء إلى العاصمة الفدرالية مكنت من تعزيز العلاقات الثنائية الهامة التي تتطور من سنة إلى أخرى، وكشفت عن تطابق في العديد من المواقف بين الجزائر والولايات المتحدة”. وفيما يخص اللقاء الذي جمعه أول أمس مع كلينتون، التي ستقوم بزيارة إلى الجزائر خلال سنة 2011، أشار مدلسي إلى أنه اغتنم هذه الفرصة لكي “يبرز الجهود التي بذلتها الجزائر والولايات المتحدة من اجل تطوير التعاون في مجالات هامة، مثل مكافحة الإرهاب”. وفي هذا السياق، صرحت كاتبة الدولة الأمريكية للصحافة أن “الولايات المتحدةالأمريكية تقدر بشكل كبير التعاون الممتاز الذي أفادت به الجزائر هذا البلد في مجال مكافحة هذه الظاهرة والأمن”. وأضاف مدلسي “أن الطرفين أعطيا الأولوية إلى التعاون الاقتصادي والجامعي اللذين يعتبران مجالين يتطوران بشكل يبعث على الارتياح وينتظر أن يتطورا أكثر في المستقبل بفضل آليات تعزيز هذا التعاون”. وعلاوة على العلاقات الثنائية، فإن المحادثات مع كلينتون سمحت ب “إعطاء نظرة شاملة حول الوضع السائد في الجزائر وشرح محتوى الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة، حيث أكد مدلسي أن كلينتون وصفت برنامج الإصلاحات ب “جد مشجع“. كما تطرق الطرفان خلال المحادثات إلى الظرف السياسي الحالي في عدة دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وحول هذه النقطة، ذكر مدلسي أن الجزائر والولايات المتحدة أعربتا عن نفس الانشغال إزاء الوضع في ليبيا، وأشارا إلى أنه “من الضروري أن تقرر جميع الاطراف المعنية وقفا لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن”، وذلك يوضح الوزير “من أجل التمكن من تطوير حل سياسي يستجيب لطموحات الشعب الليبي الشرعية، ما يسمح بالتوصل إلى حل نهائي لهذه الأزمة”. وتطرق مدلسي وكلينتون أيضا إلى العلاقات ما بين الجزائر وباقي الدول المغاربية، حيث قال مدلسي عن العلاقات مع المغرب “إن وزراء جزائريين ومغاربة في عدة قطاعات سيعملون، وقد بدأوا بالفعل العمل، من أجل تنمية التعاون الذي سيؤتي ثماره بلاشك، والذي من شأنه المساهمة في تسوية العلاقات على المستوى الثنائي”. وبخصوص مسألة الصحراء الغربية، أوضح الوزير أنه هو وكلينتون “اتفقا على أن مستقبل هذا الملف يجب أن يكون بين أيدي الأممالمتحدة، و أن كلا الطرفين يستمران في تشجيع ذلك”، مذكرا أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس، أعرب عن أمله في أن يكون عام 2011 سنة تسجيل العودة الفعلية للمحادثات الرسمية بين جبهة البوليساريو والمغرب.