غرق قطاع الصحة بولاية برج بوعريريج، في السنوات الأخيرة الماضية، في مشاكل جمة ازدادات حدتها في الآونة الجارية، وبات ينضح بما يحوي من فساد وتجاوزات وحتى سرقات، وعد والي الولاية في وقت سابق على تقديم أدلة تثبتها وقد تفاقمت حدّة الأوضاع بعد الصراعات التي نشبت بين مديرة القطاع وإطارات للصحة بالبرج، كان آخرها تقديم مدير المستشفى المركزي، بوزيدي لخضر، ومديرة مستشفى الأمومة والطفولة و04 مديرين لمؤسسات الصحة الجوارية المتواجدة بالولاية، استقالتهم الجماعية. يعاني قطاع الصحة ببرج بوعريريج من تركة ثقيلة من التراكمات التي خلّفها سوء التسيير بهذا الشريان الحيوي، سمحت لمتصيدي الفساد باستغلال الفرصة، وهو ما يدل عليه التعفن الذي آلت إليه مختلف المرافق الصحية عبر تراب الولاية، هذا التسيب الذي لفت نظر المسؤول الأول بالولاية منذ تنصيبه، فقد كان يعلق ويتذمر خلال كل زيارة ميدانية تقوده إلى الكشف عن تدهور الأوضاع بأحد النقاط الصحية، ويبدي نيته في القيام بإصلاحات للنهوض بهذا القطاع الهام، والتي بها أمهل مديرة الصحة المنصبة منذ سنة مدة ستة أشهر طالبها بتلمس التحسينات خلالها، غير أنه عاد في آخر حديث له عشية 3 من شهر ماي الجاري ليعلن عن وجوب خوض ثورة لتطهير القطاع، خاصة بعد وقوفه على أدلة تثبت سرقات وانتهاكات للأدوية والمؤن الغذائية وعد بتقديمها أمام إعلامي الولاية. كما أمر مديرة القطاع بتوقيف مدير المستشفى المركزي تحفظيا، غير أن هذا المدير فاجأ الجميع بمزاولته لعمله نافيا التهم التي وجهت إليه. وكان ذات القطاع قد اهتز بعد قيام 6 مديرين بتقديم استقالة جماعية، منهم أربعة مديرين لمؤسسات الصحة الحوارية المتواجدة بالولاية، إلى جانب مدير المستشفى المركزي ومديرة عيادة الطفولة والأمومة. هذا التصرف الذي أسنده المستقيلون إلى تفجّر جو العمل بالقطاع جراء تصرفات مديرة القطاع التي اتهموها بالتعسف في استعمال السلطة وعدم التنسيق والحوار والعقوبات العشوائية. كما اتهم بيان الاستقالة المديرة بأكثر من ذلك من إهانتهم والتدخل في الشؤون الداخلية للمؤسسات الاستشفائية. واستدعت هذه التشنجات والغليان المتواتر بقطاع الصحة ببرج بوعريريج إيفاد لجنة تحقيق من قبل الوزير الوصي، نهاية الأسبوع الماضي، للوقوف على حقيقة الوضع والأسباب التي حملت على الاستقالة الجماعية. تجدر الإشارة إلى أنه من المرتقب قيام وزير القطاع، جمال ولد عباس، ببرمجة زيارة إلى الولاية، كشف عنها مؤخرا أمام نواب البرلمان، للوقوف على ما يحدث في قطاع الصحة ببرج بوعريريج.