غريب أمر قطاع الصحة بولاية برج بوعريريج، الذي يعرف ضجة كبيرة في الاشهر الأخيرة ، والذي يعاني حالة تدهور كبيرة، أين كثرت به المشاكل والصراعات تارة بين الأطباء والإدراة، وتارة في مجال تنمية القطاع وإقامة المشاريع الصحية وغيرها، الأمر الذي دفع بوالي ولاية برج بوعريريج السيد " عز الدين مشري" خلال ندوة صحفية التقى فيها بالصحفيين والمراسلين الصحفيين المعتمدين في الولاية نهاية الشهر الماضي، والتي تحدث فيها على العديد من النقائص والمشاكل التي تواجه السلطات المحلية في دفع عجلة التنمية بالولاية، وكذا المشاريع العديدة المتوقفة منذ سنة 2008 خاصة في قطاع الصجة بالقول أن القطاع مريض في حد ذاته ويجب معالجته. هذه الوضعية تطرح العديد من الاستفهامات اولها من يتحمل مسؤولية هذا الوضع فهل هومدير الصحة الذي عمر بالولاية 12 سنة أم المدير الذي جاء بعده أم المديرة الحالية. لجنة تفتيش وزارية بالولاية للوقوف على واقع قطاع الصحة
هذه الاستفهامات ستجيب عليها بطبيعة الحال اللجنة الوزارية التي تم إيفادها إلى ولاية برج بوعرريج للوقوف على حال القطاع الذي استهلك الملايير في مهب الريح، و يعرف تدهور معظم الهياكل التي لم تستفد من المتابعة والترميم، بالإضافة إلى تسجيل سوء توزيع مستخدمي قطاع الصحة خاصة في الشبه الطبي بما يلبي تغطية تتماشى مع الكثافة السكانية بالبلديات المذكورة، ناهيك عن تسجيل سوء في استخدام الأجهزة الطبية كأجهزة الأشعة والمخابر المتواجدة عبر مختلف العيادات المتعددة الخدمات منذ سنوات عديدة والتي لم تستعمل لفائدة المواطن، كما يشهد كذلك نقصا واضحا في انطلاق المشاريع، والتي وصلت إلى حد 03 سنوات، كما تتواجد هياكله في وضعية كارثية مثلما يشهده مستشفى العظام الذي التهم الملايير ولم ير النور، ومعهد باستور، مستشفى 60 سريرا ببلدية "المنصورة "والعيادة المتعددة الخدمات ببلدية "بن داود" التي تكاد أن تسقط على مرتاديها، ولعل أبرز ذلك هو مستشفى "لخضر بوزيدي" بعاصمة الولاية الذي لا يصلح لأن يكون مرفقا صحيا يقدم خدمات للمواطنين بالنظر للنقص الفادح في بعض الهياكل، وعدم استغلال أخرى كما هو الحال بالنسبة لجهاز السكانير وغيرها من النقائص، الأمر الذي أدى بلجنة تفتيش وزارية تابعة لوزارة الصحة تحل بالولاية لمعاينة والوقوف على واقع هذا القطاع.
سوء التسيير الإداري بمستشفى " بوزيدي لخضر" يؤزم الوضع
مستشفى " بوزدي لخضر " ببرج بوعريريج وهوالمستشفى الوحيد الذي يستقبل اعداد كبيرة من مواطني الولاية وحتى ولايات مجاورة يعاني سوءا في التسير الإداري وصراعات داخلية بين الإدارة والأطباء، أين قام الأطباء وممارسي الصحة بالمستشفى في العديد من المرات بحركات احتجاجية، حيث احتج الأطباء في أحد المرات بسبب قيام مدير المستشفى – حسبهم – بسبهم، الأمر الذي لم يهضموه فقاموا بشل المستشفى إلا للحالات المستعجلة، كما قاموا خلال الايام القليلة الماضية بوقفة احتجاجية أين تعرض أحد الأطباء إلى الاعتداء بالضرب من قبل بعض المواطنين داخل المستشفى دون أن تتخذ الإدارة أي موقف في ذلك بالإضافة إلى احتجاجات أخرى للمطالبة بتزويد المستشفى بأطباء إضافيين وتوفير الأمن به خاصة في مصلحة الاستعجالات.
العيادة المتعددة الخدمات ببلدية "بن داود" كارثة حقيقية
تفتقر قاعة العلاج اوالعيادة متعددة الخدمات ببلدية "بن داود" إلى التجهيزات الطبية التي تدل على أنها قاعة العلاج، سوى لافتة كتب عليها "قاعة العلاج الحنانة "، حيث الداخل اليها يطل على الكارثة الحقيقية لها جراء تصدع الجدران وسقفها،كما أن بلاط الأرض يتحرك. وتزيد معاناة المواطنين في فصل الشتاء أين يدخل المرضى في دوامة المعاناة بسبب دخول الأمطار نتيجة التصدعات والتشققات إلى أماكن العلاج التي تصعب من مهمة الأطباء والممرضين جراء الوضع المتعفن مما اضطر بالمواطن إلى التنقل إلى البلديات المجاورة بغية العلاج على غرار " المهير" و"المنصورة".
وقد وقف والي الولاية خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى هناك على الحالة الكارثية والمزرية للعيادة وامر بإعادة تهيئتها وتاطيرها لتستقبل المرضى في أحسن وجه كما امر بتوفير هياكل الاستقبال وسكنات لتشجيع الأطباء والممرضين على العمل في تلك المناطق النائية.
الوضعية المتدهورة للقطاع على طاولة المجلس الشعبي الولائي للمرة الثانية
هي المرة الثانية التي يتم برمجت فيها ملف قطاع الصحة على طاولة المجلس الشعبي الولائي بعد أن تم دراسته ومناقشته خلال شهر جوان من سنة 2008، ولا شك أن إعادة برمجة الملف لدليل قاطع على التدهور والحالة الرثة التي يعيشها. المجلس الشعبي الولائي قد التفت إلى هذا القطاع الحساس وقد خرج ملف جوان 2008 منذ سنتين بجملة من التوصيات المهمة والملاحظات والاقتراحات لكن تلك التوصيات بقيت حبرا على ورق، لم تنفذ ولم تحظ بالاهتمام اللازم بسبب الوضعية المزرية التي تعرفها معظم المرافق الصحية التي زارتها لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي، وكذا سوء توزيع مستخدمي الصحة بما يخدم المواطن تماشيا والكثافة السكانية والتجهيزات التي تفتقر اليها بعض المرافق في حين بقيت تجهيزات أخرى بمرافق أخرى بالمخازن ومعرضة للتلف، مما أدى برئيس اللجنة إلى التأكيد عبر أثير اذاعة البرج إلى أن التقرير الذي سيعرض خلال دورة ديسمبر الحالي سيحمل الكثير من المفاجآت المؤسفة كون التقرير سيكون مرفقا بعرض للصور التي بحوزة اللجنة، والتي تم التقاطها بالمرافق الصحية والمؤسسات التي تتم زيارتها.