تعد الهواتف النقالة باختلاف ماركاتها وموديلاتها واحدة من مستلزمات الحياة العصرية، ووسيلة للاتصال بين الأشخاص، حيث تتنوع رنّاتها باستعمال موسيقى متنوعة على حسب ذوق كل فرد، إلا أن هناك من يبالغ في تحميل موسيقى صاخبة أو ذات أغان هابطة، وهو الأمر الذي أصبح يشكل مصدر إزعاج في الأماكن العامة تختلف الرنّات التي تستعمل في الهواتف النقالة المحمولة باختلاف ذوق كل شخص عن طريق تركيب موسيقى صاخبة أو كلاسيكية أو تلك التي تحمل مقاطع لأغان رومانسية وغيرها من الرنّات التي لا تعد ولا تحصى، غير أن هناك بعض الموبايلات تعدّت كونها وسيلة اتصال فقط، وتحولت إلى مكبر صوت أغاني وموسيقى، حيث أصبح أصحابها يبالغون في اختيار رناتها التي باتت تشكّل مصدر إزعاج خاصة في الأماكن العمومية. موسيقى ورنّات على حسب الذوق يعتبر الكثير من المواطنين رنّات الهواتف المحمولة تعبيرا عن شخصية حاملها، فهناك من الفئات من تفضل البساطة وأخرى الإيقاعات الغريبة والملفتة للانتباه، في حين هناك من لا يزالوا متمسكين بقيمهم وبمبادئهم الدينية، فكم هي كثيرة الرنّات التي تقع على مسامعنا يوميا، ونحن في الشوارع أو وسائل النقل وفي أماكن العمل وغيرها، فهناك من الأشخاص الذين اختاروا من الموسيقى الرومانسية رنّة لهاتفهم كونها هادئة وخفيفة على الأذن. وفي هذا الإطار، قالت ابتسام موظفة بإحدى الشركات "بأنها تفضّل الرنّات ذات الموسيقى الهادئة والرومانسية لأنها تريحها وكذا تتناسب وذوقها". وأردف سمير طالب بالجامعة قائلا "اخترت مقطعا من أغنية هيب هوب، لأنني أعشق سماع الموسيقى الصاخبة". وهناك من يفضّل سماع أغان ذات طابع درامي حزين، قد تكون مصادفة للحالة النفسية التي يعيش فيها. وهو ما جاء على لسان سميرة عاملة بشركة طيران، حيث قالت بأن رنة هاتفها في أغلب الأحيان تكون على حسب حالتها النفسية التي تعيشها، مشيرة إلى أنها تضع أغاني فيها فرحة عندما يكون مزاجها جيدا، أما عندما تكون غاضبة أو منزعجة فتضع نغمات فيها نوع من الحزن واليأس. لكل غايته من اختيار رنة الموبايل يقوم كل شخص يملك هاتفا محمولا بتركيب موسيقى خاصة تتماشى وذوقه، إلا أن هناك بعض الأشخاص ليس لهم خيار أو تنوع في اختيار رنة معينة، لأن هواتفهم ليست عصرية ولا تحتوي على مزايا كالتي نجدها في هواتف أخرى، لذا فهم مضطرون إلى وضع رنة واحدة من بين الرنات المتواجدة في الموبايل. وهو ما أشار إليه السيد(خ.م) متقاعد بأنه يملك هاتفا عاديا لا يحتوي على أية مزايا، وعلى حسب تعبيره، فهو لا يهتم بهذه الأمور ويكفيه أن يقوم باتصالاته فقط. من جهة أخرى، نجد بأن بعض الأشخاص يميلون إلى الهدوء أكثر في طبعهم، حيث نجدهم يتجنبون لفت الانتباه بأي شكل من الأشكال، وتصرفاتهم فيها نوع من الاتزان كتفادي وضع رنة في هواتفهم النقالة مثلا والاكتفاء بنظام الهزاز أو جعله صامتا. وحسب رأي حياة، معلمة بمدرسة ابتدائية، فهاتفها دائما صامت، بحكم عملها داخل القسم، وكذا من أجل عدم لفت الانتباه في الطريق وهي تمشي في حال ما إذا رن هاتفها. أغاني هابطة تثير الاشمئزاز لكل شخص حريته الخاصة في اختيار رنة أو موسيقى لهاتفه تليق بذوقه، إلا أنه من غير اللائق أن تمس بالأخلاق أو تقلل من احترام الآخرين، حيث لاحظنا أن البعض ينتقون رنات لموبايلاتهم تحتوي على مقاطع لأغاني هابطة دون أي حياء أو خجل، خصوصا في الأماكن العمومية كالعيادات والمستشفيات أو في المساجد أو حتى في وسائل النقل التي تجعل المتواجدين بالمكان يتفاجأون من الصخب الذي يخرج من إحدى الهواتف المحمولة، وهو الأمر الذي بات يشكل مصدر إزعاج لهم ويتذمرون عند سماعهم لمثل هذا النشار المؤذي، وينعتون أصحابها بأوصاف فيها نوع من السخرية أو قذفهم بمصطلحات سوقية. ومن بين إحدى المواقف التي كنا شاهد عيان عليها في حافلة لنقل المسافرين ذات يوم، أنه حدث وأن رن هاتف إحدى المسافرات بمقطع لأغنية راي وفيها كلمات هابطة، ما جعل جميع الركاب ينظرون إليها نظرة احتقار وآخرون وصفوا هذا المشهد وكأنهم متواجدين بقاعة للحفلات أوما شابه ذلك. وفي ذات السياق، قالت إحدى السيدات بأنه على حاملي الهواتف النقالة أن يختاروا رنة تحترم تقاليدنا ومبادئنا، لأن لكل مكان خصوصياته، من أجل إعطاء انطباع جيد للآخرين". المختصة النفسانية جليلة زهيد "رنات الهواتف مرآة تعكس تفكير صاحبها" وكان للأخصائية النفسانية، جليلة زهيد رأي في الموضوع، إذ أشارت إلى وجود أنواعا كثيرة لرنات الهواتف المحمولة، حيث تختلف باختلاف ذوق كل شخص، حيث إن بعض الأشخاص يتمركزون على الذات، بمعنى يحبون لفت انتباه الآخرين إليهم، عن طريق اختيار رنّة هاتف قوية وعالية الصوت، في حين نجد أن البعض الآخر خجولين بطبعهم، لذا يفضلون أن يكون هاتفهم صامتا أو خفيف الرنة. وأضافت ذات المتحدثة بأن فئة الشباب هم الأكثر اختيارا للأغاني الجديدة أو موسيقى عصرية، لكي يظهروا مواكبتهم للموضة، أما فئة كبار السن والطبقة المثقفة فليست لها اهتمام كبير في هذا الخصوص وهدفها الوحيد هو اختيار موسيقى عادية. من جهة أخرى، قالت إن اختيار رنة الهاتف النقال لها علاقة بشخصية حاملها، وتدل على ميولاته وطبعه، فهي مرآة تعكس طريقة تفكيره وحتى تربيته ومبادئه.