افتكت فرقة البصائر بولاية غليزان، الجائزة الأولى للمهرجان الثقافي المحلي للإنشاد في طبعته الثانية، الذي احتضنته دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي بمدينة مستغانم. فيما احتلت فرقة الأنوار من ولاية بشار، وفرقة الإشراق من ولاية وهران المرتبتين الثانية والثالثة وقد أعلنت نتائج المسابقة في حفل الإختتام، أول أمس، بحضور شيخ المنشدين محمد الأمين الترمذي، الذي نقل بصوته الشجي جمهور المهرجان إلى زمن الموشحات الحلبية، إلى جانب المنشد العراقي بلال الكبيسي. وقد أوصت لجنة التحكيم برئاسة الموسيقار قويدر بوزيان، بضرورة تفادي التكرار والبحث عن الكلمة واللحن بما يتوافق مع روح العصر، والتحكم في مخارج الحروف ومسايرة الإيقاع، والتركيز على الطابع الجزائري المحض. كما أوصت بالإبتعاد عن التسجيلات واستعمال آلات حية، واعتبرت اللجنة اللحن والكلمة والأداء والهندام محاور لتحديد سلم النقاط الخاص بالمسابقة، ما أفضى إلى النتائج المعلنة. وقد أجمعت العديد من الفرق المشاركة على احترام نتائج لجنة التحكيم التي ضمت قامة في الإنشاد كمحمد الأمين الترمذي. وقد كان حفل الإختتام تتويجا لوضع المهرجان الثقافي المحلي للإنشاد على طريق الإحترافية رغم بعض المشاكل التقنية التي تخللته. وقد استهل الحفل بوصلات للمنشد العراقي الكبيسي الذي تفاعل معه جمهور المهرجان بقوة، ليترك مكانه للمنشد الجزائري ناصر ميروح، الذي اكتشفه الجمهور المستغانمي لأول مرة، ثم يتوج الحفل بوصلات شيخ المنشدين الذي حضر أنشودة خصيصا لمدينة مستغانم من أشعاره وألحانه، يقول مطلعها: لمستغانم جئت اليوم أسمعها روائع اللحن من شعري ومن نغمي.. وقد أطرب جمهوره بصوت لم تغيره السنون، ثم اختتم الحفل بأنشودة مشتركة بين الترمذي والكبيسي وميروح، إلى جانب منشد مستغانم الأول بلعاليا بن ذهيبة. يذكر أن 19 فرقة إنشادية قد تداولت على ركح القاعة الزرقاء لدار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي على مدار أسبوع كامل، بعد اعتذار فرقة إنشادية بسبب حادث مرور، و 3 فرق أخرى لأسباب خاصة. كما شهد المهرجان تنظيم أيام دراسية حول تاريخ الإنشاد وأصوله ،نشطها أساتذة متخصصون، كالأستاذ بن بريكة. فيما وعدت مديرية الثقافة بالولاية ومحافظ المهرجان بتنظيم أيام دراسية حول التراث الجزائري، ليكون المادة الخام للطبعات القادمة.