كشفت رئيسة جمعية “المشكاة” لمرضى تصلب الأعصاب المتعدد بسيدي بلعباس عن تزايد عدد الإصابات بهذا المرض المزمن على المستوى المحلي، حيث فاق عدد المرضى المنخرطين بالجمعية 160 مريض دون إحصاء المرضى غير منخرطين والذين تسعى الجمعية إلى ضمهم بهدف متابعتهم صحيا ونفسيا وبمناسبة اليوم العالمي والموافق ل26 ماي من كل سنة، جدّد المرضى نداءاتهم للسلطات المحلية من أجل التكفل بفئتهم التي ما فتئت أعدادها تتزايد بسبب الانتشار الواسع للمرض الذي يعد من الأمراض الخطيرة والمزمنة، حيث يطالب هؤلاء وعلى لسان رئيسة الجمعية، بفتح الفرع المخصص لعلاجهم بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني، في أقرب الآجال، وتجهيزه بالوسائل الضرورية التي من شأنها التخفيف من معاناتهم الطويلة كتلك الخاصة بإعادة تأهيل العظام وعلاج الأعصاب، وكذا فتح المسبح المخصص لهم لمساعدة المرضى على العلاج برياضة السباحة التي أكد الأخصائيون أنها من أهم الطرق العلاجية للمرض، ناهيك عن قاعة للعلاج النفساني الجماعي. وفي هذا الإطار، أجمع النفسانيون أن العلاج النفسي لهذا المرض يساعد على الحد من تطوره، كما يمنع من حدوث أزمات عصبية للمريض، إذ يشكل سببا أساسيا في تفاقم المرض وذلك من خلال حالات الانهيار العصبي، وكذا حالات القلق الحادة التي يجب على المريض تجنّبها. كما يطالب القائمون على الجمعية بمقر لممارسة نشاطهم الإنساني، والذي سيساعدهم في الاتصال بالمرضى واستقبالهم في كل الأوقات. وللإشارة، فإن مرض تصلّب الأعصاب المتعدد أو ما يسمى “بالسيكليروز” هو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي، يفقد فيه المصاب القدرة على التحكم في الأعصاب وهو حالة متغيرة. وتعتمد الأعراض على أماكن الإصابة بالجهاز العصبي المركزي، ولا يوجد نموذج ثابت لمرض التصلّب العصبي المتعدد ويعاني كلّ مريض على حدة من مجموعة من الأعراض والتي تتبّدل من وقت لآخر وقد تتغير في قوتها ومدتها حتى في المريض ذاته. وتختلف أعراض مرض التصلّب العصبي المتعدد حسب شدة وتفاقم المرض ابتداء من خمول في الأنامل، وانتهاء بالشلل الكلي، وقد يصاب المريض بالعمى وتتعطل وظائف الكلية والمثانة، ومن أهم أعراضه انعدام التوازن لدى المريض، الرعشة، السير غير المتّزن، حالات الدوار، خشونة في أحد الأطراف وآلام حادة في العظام، بالإضافة إلى التعب المفرط والإرهاق، اضطرابات بصرية وكذا بطء في النطق، وتلعثم في الكلام وصعوبة في البلع. ومن جملة الأعراض الخفية مشاكل المثانة والأمعاء من تبول متكرر وإمساك، وكذا العجز الجنسي ونقص التركيز وفقدان للذاكرة بمدى قصير، هذه الأعراض تتسبب في الكثير من الأحيان في مشاكل تؤثر على وظائف المريض والأنشطة الاجتماعية ونوعية الحياة التي يحياها، حيث يتطلب الأمر تفهما من محيطه والوقوف إلى جانبه ومساعدته. ومن أجل التكفل بمرضى تصلّب الأعصاب تسعى الجمعية جاهدة لتوفير كل الظروف الطبية والنفسية للمرضى، حيث سطرت برنامجا للاحتفال باليوم العالمي، حيث ستنظم رحلة إلى غابة شاطئ مداغ بوهران لفائدة المرضى المنخرطين بالجمعية، وهناك سيخضعون لجلسات نفسية في الهواء الطلق ومشي جماعي تحت إشراف مختصين وبرفقة موسيقيين محليين.