كشف بوعلاق عبد الحميد رئيس جمعية ''أس.أو.أس إيباتيت'' للمصابين بالتهاب الكبد الفيروسي ورئيس شبكة جمعيات المرضى المزمنين في لقاء خاص جمعه ب ''الحوار'' على هامش عقد الشبكة ''ربيع الصحة''، عن وجود نقائص في مجال الصحة بالجزائر يجب تداركها رغم التطور التدريجي الذي يشهده القطاع، منددا في الوقت ذاته بضرورة إشراك وزارة التضامن الوطني في العمل التنسيقي الذي تقوم به كل من وزارتي العمل والضمان والاجتماعي والصحة لفائدة المرضى لما لها من دور كبير في بعث المرافقة النفسية للمرضى وعائلاتهم. - الحوار: خلال'' ربيع الصحة'' في طبعته الثانية السنة الماضية صرحتم للصحافة الوطنية أن السلطات المعنية تتعاون إيجابيا مع شبكة جمعيات المرضى المزمنين، وأنها ستعقد لقاءات شهرية مع وزارة العمل والضمان الاجتماعي. هل لكم أن تطلعونا عما تمخضت عنه تلك اللقاءات؟ * بوعلاق: بعد التوصيات التي رفعت السنة الماضية قمنا باجتماعات متعددة مع وزارة العمل شاركنا خلالها بتقديم اقتراحات تم أخذها بعين الاعتبار خاصة منها مراجعة السعر المرجعي للتحاليل والكشوفات الطبية، إضافة إلى فتح أربعة مراكز جهوية للتصوير الطبي مجهزة بأحدث الإمكانيات. كما كنا خلال جميع اللقاءات نرفع المشاكل المتعلقة بكل مرض من الأمراض المزمنة كالسرطان، العجز الكلوي، التهاب الكبد الفيروسي، على مستوى الضمان الاجتماعي. -السنة الماضية كانت شبكة جمعيات المرضى المزمنين التي تترأسونها تضم 8 جمعيات وطنية، كم بلغ عددها هذه السنة؟ * لم يتغير عدد الجمعيات المنخرطة بالشبكة، فللعلم العد تم تحديده مسبقا وقصدنا بذلك إدماج الجمعيات المهمة فقط والتي تعرف نسبة الإصابة بها تزايدا مستمرا أو تلك التي يتطلب التكفل بها ميزانية ضخمة من طرف السلطات. - لكن لاحظنا أن جمعيات مرضى السكري ليست منخرطة في الشبكة رغم أنه مصنف كمرض مزمن ومضاعفاته على المرضى قد ترفع من أعداد المصابين بأمراض مزمنة أخرى كالقصور الكلوي والإعاقة الحركية. * انضمت مؤخرا الفيدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري للشبكة، إلا أنها لم تتمكن من المشاركة هذه السنة في التظاهرة على أمل أن تشاركنا في السنوات المقبلة. - ذكرتم في ربيع الصحة 2008 أن من بين أهدافه تقديم جدول عمل يسمح بتكفل أحسن بالمرضى على جميع المستويات من فحص وعلاج ودعمن نفسي واجتماعي، إلى أين وصلت هذه الأهداف من ناحية تطبيقها؟ * في هذا المجال نسجل غياب وزارة التضامن الوطني التي من دورها مرافقة المرضى نفسيا، وغيابها هذا يعيق التكفل الحقيقي بالمرضى، لكن لا يجب أن ننكر وجود جهود معتبرة من طرف كل من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ووزارة العمل والضمان الاجتماعي اللتين تعملان بالتنسيق مع الجمعيات ما نلمسه من طرف وزارة التضامن حتى مع جميع المراسلات التي توجهها لها الشبكة داعية إياها إلى فتح باب الحوار معها. -خرجتم السنة الماضية بجملة من التوصيات لمواصلة العمل في طريق التكفل الأفضل بالمربض المزمن، ما الذي تحقق منها، وهل هناك منها ما تكرر إدراجه في توصيات هذه السنة؟ * فضلنا عدم رفع توصيات أخرى وبدلا من ذلك نحاول تطبيق توصيات السنة الماضية بطريقة أفضل. - كنتم قد كشفتم عن الشروع في عملية على المستوى الوطني لمساندة المرضى المزمنين تحت شعار ''جددوا الأمل لدى مرضانا''، ما هي نسبة تحقيق المشروع؟ * هناك مجهودات على مستوى كل جمعية على حدى حيث تقوم بعمل هام لفائدة المرضى في مرافقتهم وتجديد الأمل لديهم، لأن المريض لا يحتاج إلى العلاج العضوي فقط فالمرافقة والشعور أنه مدعم في مسيرته لمواجهة المرض من طرف الجمعيات يرفع معنوياته النفسية، فعملية ''جددوا الأمل لدى مرضانا'' تهدف إلى تقديم الدعم النفسي للمرضى، ليتم التنسيق فيما بعد بنها في إطار شبكة الجمعيات. - ما تعليقكم كرئيس الشبكة جمعيات المرضى المزمنين حول الإضرابات المتكررة لعمال قطاع الصحة، من زاوية انعكاسها السلبي على تأخير المواعيد للمرضى؟ * نددنا مرارا وتكرارا وناشدنا وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات التدخل ووضع حد لهذا المشكل، كما طالبنا من ممارسي الصحة أن يحاولوا على الأقل التقليص بقدر الإمكان من الإضرابات حتى نتفادى مضاعفة معاناة المرضى خاصة وأن الحصول على المواعيد يكون بعد جهد جهيد، وغالبية المرضى قادمون من المناطق الداخلية للوطن، ما يصعب عليهم الحصول على موعد آخر والتنقل مرة أخرى إلى العاصمة. - ما تقييمكم كرئيس لجمعية '' أس.أو.أس إيباتيت'' لقطاع الصحة في الجزائر بصفة عامة؟ * نقول إن الأمل يبقى مفتوحا بفضل المجهودات المبذولة من طرف المسؤولين، والميزانيات المعتبرة المخصصة للقطاع وكذا تدعيمه بأعداد إضافية من الأطباء العامين والاختصاصيين وشبه الطبيين، فلا يجب إنكار التجديد والتطور التدريجي الذي تعرفه الصحة بالجزائر، فنحن ننادي فقط بتدارك النقائص.