خلفت أمس المواجهات الدامية بين عدد من التجار الفوضويين الذين احتلوا الواجهات الرئيسية لمختلف أحياء عنابة منها “ڤويطة”، “رحبة الزرع”و”شان مارس” وقوات مكافحة الشغب عددا من الجرحى في صفوف المحتجين الذين رفضوا تطبيق تعليمة وزارة التجارة الرامية إلى تطهير وإخلاء الشوارع من التجارة العشوائية خاصة على مستوى منطقة الحطاب المحاذية لمحطة المسافرين سويداني بوجمعة والتي تحولت إلى مزبلة حقيقية لترويج مختلف السلع التي تدخل إلى الولاية من الجهات الأربع. قرار بن بادة زاد في تأزم الأوضاع بعنابة وذلك على خلفية إقدام بعض التجار غير الشرعيين على استعمال الأسلحة البيضاء لمواجهة المصالح الأمنية التي كانت قد فشلت في تفريقهم بسبب تطور حدة الاشتباكات التي عرفت منحى خطيرا؛ حيث تم اعتقال 10 أشخاص تورطوا في التحريض على تصعيد وتيرة الاحتجاجات بالمنطقة إلى جانب اعتدائهم على عناصر الأمن بالسيوف. وفي سياق متصل، هدد التجار الموسميين بالخروج في انتفاضة شعبية وشل نشاط مختلف القطاعات الحساسة بالولاية، خاصة تلك المتعلقة بالنشاط التجاري تنديدًا بالحڤرة والتهميش بعد إسقاط أسمائهم من قائمة المستفيدين من المحلات التجارية التي كانت قد وزعت على أشخاص لا يمتون بصلة للقطاع التجاري. وعلى صعيد آخر، عبر بعض المحتجين عن امتعاضهم الشديد ولوحوا بتحويل احتجاجاتهم إلى وزارة بن بادة، وذلك على خلفية القرار المفاجئ الذي اتخذه ضدهم، يضيف أحد التجار، علما أن الوزارة الوصية استعملت القوة العمومية للقضاء على التجارة الفوضوية بمختلف ولايات الوطن التي عرفت هي الأخرى انفجارا في الأوضاع وسط تجار الأسواق غير القارة، والتي تشكل عبئا على الاقتصاد الوطني خاصة أن العوائد الجبائية ضعيفة جدا مقارنة بتزايد عدد التجار بالجزائر. ^ سميرة عوام