تدخل رجال الأمن منتصف نهار يوم الخميس لفك شجار بين التجار غير الشرعيين على مستوى أحد الأرصفة المحاذية لسوق الحطاب حيث عرض أحدهم على آخر كراء المساحة التي يشغلها مقابل أن يدفع له 100 دج يوميا بعدما عجز الطرف الثاني عن إقناع صاحب هذه المساحة المسلوبة عن إخلاء هذا المكان والبحث عن آخر نظرا لموقعه مقارنة ببقية المساحات وهو الأمر الذي تطور في دقائق من مزايدة إلى ملاسنات ولم يمض وقت طويل حتى صار شجارا عنيفا وهو الأمر الذي أدى إلى تدخل رجال الأمن ليس من أجل إخلاء المكان بل لفك الشجار الواقع بين التجار غير الشرعيين فيما رجع رجال الأمن لأماكنهم لمواصلة عملهم والوقوف على أمن المشترين وفقط! على عكس ما كان يحدث سابقا بين رجال البدلة الزرقاء و تجار الأرصفة هذا ولم يكن هذا الشجار الذي عايشت أطواره يومية آخر ساعة خلال جولته قادتها إلى «سوق عنابة» المفتوح سوى عينة عن المأساة التي أضحت تعيشها جوهرة الشرق والتي تحولت إلى سوق الشرق الذي يؤمه يوميا عشرات التجار من الولايات المحاذية حيث صرح لنا أحد التجار أنه قد نقل بضاعته للبيع من عين فكرون بولاية أم البواقي إلى قلب مدينة عنابة ليتداول هو وشريكه على المجيء إلى « النصبة « وعرض سلعتهم المتمثلة في شتى أنواع الألبسة والشيء الذي أسال لعاب هؤلاء التجار الذين يقطعون عشرات الكيلومترات هو الربح الوفير الذي يجنونه من بيع سلعهم نظرا لارتفاع أسعار الملابس الجاهزة عقب الحريق الذي أتى على سوق الفلاح مما جعل المتضررين يرفعون أسعار سلعهم لتعويض الخسارة الكبيرة التي حلت بهم ولم يدم ذلك طويلا ليفترش تجار غير شرعيين يحجون إلى ولاية عنابة من شتى المناطق بعد حالة الصلح بين رجال الشرطة والتجار الفوضويين وانتهاء لعبة القط والفأر بأوامر فوقية حيث أشارت مصادرنا أن مديرية الأمن الوطني قد راسلت مديريات الأمن الولائي تمنعهم فيها من حجز أية سلعة يفترشها التجار غير الشرعيين على مختلف الأرصفة وذلك لتفادي أي صراعات جديدة واحتجاجات عارمة من شأنها أن تقلب الحالة الأمنية للبلاد رأسا على عقب وتتطور إلى مطالب أخرى في شتى المجالات خاصة وان البلاد لازالت على وقع الاحتجاجات، الاعتصامات والاضرابات أمام الوزارات ومختلف الهيئات مما أسفر عن مصالحة ناجحة قد تكون مؤقتة بين رجال الأمن وتجار الأرصفة بعد صراع طويل دام عدة سنوات جاب المدن رصيفا رصيفا وزنقة زنقة هذا وقد رفض التجار الفوضويون اقتراح الجهات المسؤولة بعنابة لتحويلهم نحو الطاباكوب والمساحة المحاذية لملعب 19 ماي وفضلوا البقاء في قلب مدينة عنابة ولهذا لا تزال قضية 1800 تاجر غير شرعي والعدد مرشح للارتفاع محل دراسة من الجهات المسؤولة بالولاية لإيجاد موقع لهم كسوق منظم. وقد تم التصريح عن هذا الخبر خلال الملتقى الأخير الذي أشرفت عليه مديرية التجارة بالولاية. وفي سياق ذي صلة فقد شن صحفيون وطلبة جامعيون ومواطنون عبر شبكة التواصل الاجتماعي Facebook حملة ضد الوضع الذي آلت إليه ولاية عنابة واكتساح التجار الفوضويين لمساحات كبيرة من قلب المدينة وضواحيها حيث تحولت على حد تعبيرهم من سوق فوضوي مفتوح في النهار إلى مزبلة تؤثر على صحة الناس ليلا ولهذا الغرض طالب أصحاب الجملة مساءلة المسؤولين عن هذا الوضع لإيجاد حلول ناجعة لتسترجع عنابة بريقها. حنان. ب