دقت شركة توزيع الكهرباء والغاز للوسط ناقوس الخطر جراء التنامي المخيف لظاهرة سرقة الكوابل النحاسية التي امتدت على مسافة 27 كلم، خلال الخمسة الأشهر الأولى للسنة الجارية، من أصل 6 آلاف كلم منجزة على مستوى ولاية تيزي وزو وحسب ما كشف عنه المدير الولائي لسونلغاز، أول أمس، على هامش ندوة صحفية، فإن الأمر يستدعي التدخل العاجل لمختلف الشركاء لردع مخاطر الظاهرة، لا سيما الشركات والمؤسسات الأخرى، باعتبارها الأكثر تضررا وحتى المواطنين من خلال الإبلاغ العاجل في حال اكتشاف حالة سرقة للكوابل التي باتت تستهدف المناطق النائية بشكل أكبر من طرف عصابات مختصة تمكّنت من سرقة 4 كلم في ظرف يوم واحد في بعض البلديات، ما يستدعي تشكيل لجنة متابعة ومعاينة للمناطق المتضررة في الوقت الذي تواصل مصالح الدرك التحقيق في عمليات السرقة التي وصل عددها إلى 23 حالة منذ بداية العام الجاري، حيث احتلت بلدية بوغني الصدارة بمعدل 10 حالات سرقة، تليها كل من تيزي وزو، معاتقة، تادمايت، مقلع ابودرارن وآيت يحيى. وأضاف المتحدث أن ظاهرة سرقة الكوابل كلفت المديرية بين 2009 والسنة الجارية، ما لا يقل عن 17 مليون دينار وأزيد من 5 ملايين دينار أخرى، قيمة الكوابل النحاسية المسروقة من مجموع 33 كلم تم سرقتها خلال العامين الأخيرين، مؤكدا أن الظاهرة خلفت عزل قريتين بعد انقطاع الكهرباء عنها على غرار ثاحشط بواسيف والمناطق القريبة عند مخرج عزازقة وفريحة. ولتفادي بيع الكميات المسروقة من النحاس من طرف العصابات المختصة، أوكلت مهمة التحري لأعوان من سونلغاز بهدف استرجاع الكمية وإعادة بيعها وفق المزاد العلني للمؤسسات والشركات العمومية المتعاملة لمنع تداول الكمية في السوق السوداء خاصة أن العصابات المختصة في سرقة الكوابل النحاسية تستهدف أساسا الحرفيين الذين تزودهم بهذه المادة بأثمان خيالية دون فرض الرقابة عليهم. وفي سياق توسيع نطاق التغطية بالكهرباء، كشف ذات المسؤول عن إدراج 220 كلم هذا العام، وهو المشروع الذي يبقى مرهونا برفع العوائق والعراقيل التي تلاحقهم من خلال معارضة السكان لهم في عدد من المناطق، لا سيما تلك المعروفة بتضاريسها الوعرة على غرار سيدي نعمان، تادمايت، عزازقة وفريحة إلى جانب ياكوران، التي تم مؤخرا ربطها على مسافة 13 كلم متحدين بذلك الأوضاع الأمنية غير المستقرة بهذه المنطقة. كما راهن ذات المتحدث على مشروع “سكادا” الخاص بالتحكم عن بعد في الأعطاب والخلل المسجل باستعمال تقنية الأنترنت، والذي سيسمح بالمراقبة والتحكم في محطات الطاقة الكهربائية ومحطات الاتصالات، حيث كان هذا المشروع الذي يجمع المعلومات ويقوم بنقلها إلى قلب النظام، وصلت نسبة تقدم أشغاله حدود إلى 90 بالمئة، على أن يتم استلامه كليا نهاية العام الجاري، حيث سيتم مع مطلع العام المقبل القضاء الكلي على مشكل الأعطاب من خلال المتابعة الفائقة للمناطق المعزولة، ومع نهاية 2012 تستلم 6 وكالات تجارية أخرى، وهو ما من شأنه تحسين مستوى خدمات سونلغاز التي تحصي سنويا 9 آلاف زبون جديد.