رغم أن المنتخب الوطني مُقبل على نهائيات كأس العالم بعد أقل من شهرين من الآن، ورغم أن المهمة بالنسبة للخضر وحتى للطاقم الفني تتمثل في التركيز على هذه المنافسة التي تعتبر مرآة للمنتخب الوطني وللجزائر ككل لمعرفة المستوى الحقيقي، ومع كل النتائج التي حققها المنتخب في السنتين الأخيرتين من بينها التأهل للمونديال ونصف نهائي الكان الأخير، وفي وقت لم يعلن فيه سعدان بعد رحيله الرسمي عن المنتخب الوطني بعد نهاية كأس العالم، إلا أن الحديث كثر في المدة الأخيرة عن خليفة الشيخ بعد المونديال، وسطع اسم فيلب تروسييه بقوة ليكون على رأس العارضة الفنية للخضر بداية من شهر جويلية المقبل، ولهذا قمنا بالتحري في الموضوع واستقينا بعض الحقائق من بعض المقربين من الرئيس محمد روراوة، والنتيجة التي خرجنا بها هي أن تولي فيليب تروسييه للعارضة الفنية للخضر مستبعد في نظر الفاف، لعدة أسباب سنسردها كما يلي.. مطالبه المالية كبيرة والفاف استغنت عن اسمه في 2006 وفي نفس السياق، علمنا من مصدر مسؤول ولا يرقى إليه الشك من الفاف، أن استقدام المدرب الفرنسي فيليب تروسييه للمنتخب الوطني جد مستبعد، والأسباب واحدة وهي مالية بحتة، سيما أن المدرب الفرنسي الذي عُرف بإسلامه وعيشه في المغرب، سبق له أن عُرض عليه تدريب المنتخب الوطني من قِبل رئيس الفاف السابق حميد حداج رفقة رئيس الفاف الحالي محمد روراوة، لكن الأمور لم تسر في الطريق الصحيح، وكل هذا بسبب مطالبه المالية الكبيرة حينها. يوجد في مفاوضات مع ليبيا ب960 مليون شهريا من بين الأمور التي تؤكد أن فيليب تروسييه مستبعد فعلا من قائمة المدربين الذين تنوي الفاف استقدامهم للمنتخب الوطني، هو وجوده في مفاوضات متقدمة مع الإتحاد الليبي وبقيمة مالية مرتفعة للغاية، حيث عرض عليه الليبيون مبلغ 80 ألف أورو أي ما يعادل 960 مليون سنتيم بالعملة الجزائرية شهريا وبشكل شخصي، دون الحديث عن مستحقات طاقمه الفني الذي يرافقه أينما حل أو ارتحل، مما يرشح القيمة للإرتفاع أكثر، وبما أن الليبيين قادرون على دفع هذه القيمة فإن الفاف غير قادرة على تسديدها لتروسييه. حتى نصف هذه القيمة يصعب على الفاف دفعها صحيح أن إمكانات الفاف المالية تغيّرت مقارنة بما كانت عليه سنة 2006، وحتى تروسييه في حال تفاوضه مع الجزائر لن يطلب نفس القيمة التي طلبها من الإتحاد الليبي، لأنه يعي أن الجزائر لن تدفع كل القيمة المالية التي مستعدة ليبيا لدفعها، لكن حتى في حال إنقاصه للقيمة المالية إلى النصف، فإن الفاف لن تدفع له شخصيا أكثر من 500 مليون سنتيم شهريا، دون التفكير في مساعديه وما يطلبه تروسييه من أموال لدفعها لهم. استقراره بالمغرب واعتناقه للإسلام لا علاقة له بتدريبه للخضر يقول الكثيرون أن تروسييه استقر في المغرب واعتنق الإسلام في المدة الأخيرة، ولهذا سيكون بنسبة كبيرة مدربا للخضر، لكن الحقيقة هي أن تروسييه مستقر بالمغرب منذ عشر سنوات كاملة، فضلا عن ذلك فإن هذا المدرب اعتنق الإسلام منذ مدة، ولا علاقة لهذه الأمور الشخصية في تدريبه للمنتخب الوطني، لأن الأمور المالية والكفاءات هي التي تحدد نجاح مفاوضات الفاف مع أي مدرب، وكل ما قيل عن الدين والعرق فلا يؤثر في عملية جلب مدرب للتشكيلة الوطنية. حتى رحيل سعدان لم يُرسم بعد وفي ختام حديثنا مع مصدرنا، أكد أن هذا الأخير أن رحيل سعدان لم يُرسم بعد والحديث عن خليفته سابق لأوانه، فلحد الآن لم يقرر الطاقم الفني الحالي الرحيل نهائيا عن المنتخب الوطني، لهذا فمن الممكن جدا يبقى سعدان على رأس العارضة الفنية للخضر بعد المونديال، وحتى في حال رحيله فليس تروسييه المدرب المرشح لخلافته، نظرا لما يطلبه من أموال كبيرة نظير الإشراف على الخضر، وهو ما يتنافى مع قدرة الفاف على توفير كل هذه الأموال.